سلمان بن محمد العُمري
حذرت هيئة الغذاء والدواء قبل مدة يسيرة من مياه «أحد المصانع» بجميع أحجامها وأرقام تشغيلاتها وتواريخ صلاحيتها، وذلك لتجاوزها الحدود القصوى المسموح بها من مادة البرومات، وهذا الإجراء ليس بجديد فقد سبقه إغلاق مصانع والتحذير من منتجاتها أو بعضها وهذا يبعث على الاطمئنان وعدم القلق والخوف، وأعود بالذاكرة إلى أحاديث سابقة لأحد المختصين في التغذية اشغلنا بفوائد مياه المنازل وأنها أفضل مياه وحذرنا من المياه المعبأة.
وبعد مدة من الزمن رأيناه يقوم بدعاية لمياه معلبة وتنازل عن قناعاته السابقة وكأن الأمر أصبح إعلانات وفلوس وحب الترزز والظهور ليس إلا فقد نسف قناعاته ونصائحه السابقة.
والفخ الذي وقع فيه الرجل هداه الله أنه كان محارباً للمياه المعبأة وذكر مساوئها وأن مياه المنازل العمومية هي أفضل وبكثير، ولكن الإغراء الإعلاني لعب لعبته فتغيرت وجهة نظره فهو من أشد الذين نافحوا عن مياه الشركة التي تصل للمنازل وأنها موزونة وأفضل من المعلبة.
هناك من يملك قناعة الدكتور السابقة ولايزال عند رأيه بأفضلية مياه الشبكة، ولكن عندما يكون خارج المنزل أو في سفر أو الاضطرار فيلجأ للمياه المعلبة.
وربما نجد من يقول إن هناك تفاوتا من حيث الجودة، وهذا أمر مؤكد فطبيعة المياه تختلف في أصولها، وكل المياه المعبأة من حيث المعايير متسقة مع ما تلزمها به الهيئة العامة للغذاء والدواء، وتشدد الهيئة على جميع منتجي ومستوردي مياه الشرب بعدم استخدام أي ادعاءات أو ممارسات مضللة للمستهلكين وعدم تسويقها بشكل غير نظامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تؤكد الهيئة أن جميع منتجات مياه الشرب المعبأة يجب أن تستوفي متطلبات السلامة والجودة التي نصت عليها اللوائح الفنية والمواصفات السعودية/ الخليجية المعتمدة، وعندما يتضح للهيئة عدم استيفاء أي منتج من منتجات مياه الشرب المعبأة المتطلبات، فإنها تتخذ الإجراءات اللازمة مباشرة بتحذير المستهلكين من شرب هذه المياه وإيقاف المصنع المُنتج حتى تصحيح المخالفة.
وقد سبق لهيئة الغذاء والدواء أن أصدرت بياناً للرد على مزاعم شركتين زعمتا تخفيف الصوديوم في منتجاتها ومنعتها الهيئة، وهناك نقاط فيها مرونة مقبولة من الهيئات ومنها يحدث اختلاف بين المصانع، وهناك مرونة في المواصفات بما لا يضر المستهلك.
الذين يفضلون مياه التحلية ووصفها بالنقية وأنهم يشربون منها مباشرة طيلة السنوات الماضية، هناك من يذكر لهم حال الخزانات الأرضية والعلوية وحاجتها الدائم للتنظيف إذ لا خلاف على جودة المصدر، وهنا يتطلب الأمر أن نقوم بغسيل الخزانات كل ستة شهور، وهناك من يقوم بحل وسط، وذلك بوضع فلتر في المطبخ مخصص للشرب والطبخ، ولا حاجة لفلترة كل المياه الداخلة للمنزل.
ورجائي لمن يتحدثون باسم تخصصهم نقول كفوا نصائحكم؛ فقد أبانت شخصياتكم المواد الإعلانية وافتقدتم المصداقية، وأي معلومة تقدمونها لأي نوع من المياه هو إعلان يتنافى مع مهنية العاملين في المؤسسات الطبية، والهيئة هي الجهة الرسمية المعنية بذلك فحري بكم الصمت عن ما تقدمونه من نصائح والالتزام بما تفرضه الهيئة من مواصفات ورقابة ومتابعة.
وننتظر دور شركة المياه الوطنية في التأكيد دوماً على سلامة مصادر المياه مباشرة وعناية المستهلكين بخزانات المياه أو وضع أنابيب خاصة ومباشرة لا تحفظ في الخزانات مطلقاً.