سلمان بن محمد العُمري
وأنا أشاهد البراعم الصغيرة يخرجون من مدارسهم امتزجت مشاعري بالرحمة، والشفقة مع القلق والضيق حينما ترى تلك الزهور اليانعة تحمل حقيبة يصل وزنها إلى قرابة العشرين كيلوغرام..!!
وتأثير هذا الحمل الثقيل ظاهر أثره على وجوههم، ومخاطره الصحية ستظهر لاحقاً جراء ذلك.
إن حمل الطفل لهذه الحقيبة في بداية تكوينه الجسماني، والعقلي، بل والدراسي حيث إنه في المراحل الأولية في سلم التعليم تكاد تخفي ملامحه، ومعالمه فتارة تراها على ظهره، وقد أحدودب وآلمته عظامه الصغيرة الهشة بسبب حقيبة جاثمة على ظهره.
وهنا نطرح تساؤلات مهمة؛ فمن المسؤول؟ المدرسة، أو المدرس، أو الأم، أو الأسرة، أو إدارة المدرسة أو وزارة التعليم.
وأتذكر في هذا المقام أن قامت وزارة الصحة مشكورة بتقديم إرشادات صحية للعودة الدراسية، ومنها ما يتعلق بحقيبة الطالب المدرسية حيث قالت: «اختيار حقيبة ظهر ذات أحزمة كتف عريضة مبطَّنة وظهر مبطن، وتنظيم حقيبة الظهر لاستخدام جميع الأجزاء بداخلها، ووضع الأدوات الثقيلة بالقرب من منتصف الظهر، ويجب ألا تَزِنَ حقيبة الظهر أكثر من 10 % إلى 20 % من وزن جسم الطفل، وتفقُّد الحقيبة مع الطفل أسبوعيًّا، وإزالة العناصر غير الضرورية لإبقائها خفيفة، وتذكير الطالب دائمًا باستخدام حزامي الكتف؛ حيث يمكن أن يؤدي حمل حقيبة الظهر على كتف واحد إلى إجهاد العضلات، وضبط وضعية الحقيبة بحيث يكون الجزء السفلي لها عند خصر الطفل».
وعلى الرغم من أهمية تلك الإرشادات الصحية إلا أنها لم تصل بعد إلى وزارة التعليم للإفادة من تلك التوجيهات القيمة، والعمل على تنفيذها وتطبيقها في الميدان التعليمي.
قد يتصور البعض أن الأمر هين في حين يؤكد أطباء العظام خطورة ذلك، ويقول أحدهم: إن رفع الأشياء الثقيلة يرتبط نسبياً بوزن الجسم، وقدرة العضلات، والأربطة لعظام العمود الفقري على رفع هذه الأوزان، هل نلقي اللوم على الأمهات بحكم أنهن يضعن كل الكتب، والدفاتر، والأدوات المكتبية الأخرى الخاصة بالتلميذ، أو التلميذة طوال الأسبوع، ولم يتقيدن بالجدول المدرسي اليومي.. ناهيك عن اختيارهن للحقائب السميكة لمجرد كون شكلها الخارجي الجميل، وصناعتها الراقية دون النظر إلى وزنها، إن هذه الحقائب لا شك تصيب الأطفال بانحناء العمود الفقري، وآلام في الظهر، هذا أمر صحي مهم إنه يضايق الطفل بالتأكيد، وقد يؤثر على استيعابه المعلومات، وعلى نفسيته.
فهل يعي ذوو الشأن ذلك؟