سهوب بغدادي
اختلف مفهوم المطاعم من تقديم الطعام فحسب إلى تقديم تجربة، لذا نرى الازدحام الشديد أمام أحدها بالتزامن مع افتتاحها، على الرغم من كون قائمة الطعام عادية وتقدم في الأماكن الأخرى، وفي بعض الأحيان يعلم الشخص مسبقًا أن تقييم الطعام أقل من العادي -أدام الله علينا نعمه - إلا أن الازدحام لن ينفض تباعًا! بغض النظر عن التأثير الدعائي وحملات التسويق التي تتصدر حنايا المشهد في عصرنا الحديث.
إن هناك مسألة أخرى ارتبطت بالانتشار العارم للمطاعم ألا وهي «الأكل وحيدًا» كلنا نصطر إلى الأكل دون صحبة الأهل أو الرفاق في مرحلة ما، إلا أن البعض يهوّل هذه المسألة بشكل استثنائي خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأكل وحيدًا في المطعم، حيث مررت بمحتويات مشابهة لتلك الفكرة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لأشخاص يدعون أنه من المستحيل أن يذهبوا إلى أي مطعم دون رفيق واحد على الأقل، لماذا؟ يرى البعض أن مظهره سيكون مثيرًا للشفقة! وآخرون لا يطيقون الجلوس مع صمت أفكارهم، لذا يخرج معظمنا هاتفه المحمول- ليس فقط في المطاعم - لإزاحة ذلك الصمت المطبق، إذن، هل الرفيق يعد أداة للتشتيت ويحل محل هاتفك المحمول؟ إن المسألة مثيرة للتساؤل والتفكر، فلم تخطر على بالي سوى عند قراءة ردود أفعال الأشخاص المتجنبين، فعلى الشخص أن يشعر بالأُنس بصحبة نفسه أولًا ليشعر بالأُنس برفقة الناس، وأختم كلامي بدعائي «اللهم إنا نسألك الأُنس بقربك».