ياسمين المالكي
«كل تأخيرة فيها خيرة»
عبارة تتكرر دائماً على مسامعنا في حال تأخرنا عن شيء نرغب به، ولكن هل هناك اشخاص يؤمنون بهذه المقولة؟
في يوم من الأيام كان سالم مستمعا جيدا للراديو، تزينت في مسامعه مسابقة ذات جائزة ضخمة تتوجب الحضور اليها واللعب فيها للحصول على هذه الجائزة.
نام سالم على أحلام وآمال الفوز، ثم استيقظ في الصباح الباكر واستعد للذهاب للمسابقة، لكن سيارته لم تكن تعمل فأخذت منه وقتاً طويلاً لإصلاحها، ثم تأخر في الازدحام المروري ساعات طويلة، عندما وصل سالم إلى موقع المسابقة تفاجأ بِخلو الموقع من اي شخص وهنالك ادرك سالم انه قد تأخر بالفعل عن المسابقة، وانه قد فقد فرصة حياته.
ذهب إلى المنزل وهو مُحمل بالأحزان، وضع نفسه على سريره حتى استيقظ في اليوم الثاني، وكان يعمل بكل حزن وملل ويستمع للراديو، فجأة جذبه حديث عن المسابقة الماضية، وذُكر انها مسابقة وهمية تستهدف الاشخاص للنصب عليهم واخذ جميع اموالهم، كان خبرا كالصاعقة بالنسبة لسالم، رفع سالم يده يحمد الله ويشكره بأنه لم يشارك في تلك المسابقة.
في النهاية ندرك ان الاقدار تخبئ لنا الاجمل، كل ما تأخر شيء أو تعطل عنك عمل قد يكون في ذلك خير كبير لك، لذلك لا تتذمر عند وقوعك في مشكلة أو عند تعطل سيارتك، أو عند تأخرك في شيء، قد يكون في تأخيرك هذا خير لك.. لكن هل هناك اشخاص يؤمنون بهذه المقولة؟
بالطبع نعم، بعض الأشخاص يتذمر ويحزن على أشياء بسيطة لا تستحق التذمر أو الحزن، يعتقد بأن حياته سوف تنتهي بسبب مواقف تُكسبه الحزن، ولا يعلم ما يخبئه له القدر.