فاطمة الصباح
هو الحبس في دائرة مغلقة..
تمامًا كحبس الطعام عن الشعب في حال كان ضارًّا أو أنهم في حاجة ماسة إليه.
ولكن، متى يكون ذلك الاحتكار سببًا في دفن المواهب؟
وماذا لو تم القبض على موهبتك وإنجازك؟
ماذا لو لم يُسمح لك بأن تنشر إنجازك وتُباهي به.. وتستيقظ على فوضى الأفواه التي تُصدر بعض القرارات بعدم التعاون مع جهات أو مؤسسات معينة لمجرد موقف أو سوء فهم من الممكن تجاهله أو التعايش معه بكل سهولة للحصول على فائدة أعظم مما كانت؟
الاحتكار هو حبس الشيء في دائرة لا تستوعب سوى القليل من الفائدة، وإمكانية المنافسة فيه معدومة؛ لأنه لا صوت لك في خارج الدائرة، ولا سلعة لك تتباهى بها سوى محيط الدائرة التي تدور حول قطريها وتعود إلى المركز.
تلك الدائرة أنا أسميها منطقة الاستراحة التي وجد فيها الكاتب الجديد غايته وضالته، وتمسك بها، ويخاف إن خرج منها أن يذهب في طريق مجهول.
كن صادقًا مع نفسك، وحاورها مرارًا، ولا تنصت إلى تلك الأعذار التي تدور في خيالك، وابدأ بالخطوة الصغيرة وليدة التفكير الصحيح حينما جلست تحتسي فنجان قهوتك وقت الصباح حيث تُمطر الأفكار في لحظة صفاء.
كن على وضوحٍ تامٍّ فيما تحاور فيه نفسك، وتَغَلَّبْ عليه، وتجاوزه؛ لأنك تستطيع ذلك، وتستحق أن يصفق لك الجميع على إنجازاتك الرائعة..
يمكنك جدًّا أن تحصل على الراحة من عدم الراحة في منطقة الراحة..
لا تجعل من حالة التيه لديك حِرفة تساعدك على الهروب وفقدان الهدف الذي تسعى أن يكون؛ فتكون النهاية هي التوقف عن كل الطموحات بسرعة لا تتخيلها.
ومن المؤسف أن يتبنى شخص آخر رؤيتك وهدفك وطموحك، ويحاول أن يستأثر بها، وتتعايش أنت مع هذا الوضع دون إعلاء صوتك.
عامِلُ الوقت ليس في صالحنا دائماً؛ فإن لم نستثمر.. لم نفلح، وإن لم نخاطر.. لن ننجح، وإن لم نأكل.. لن نشبع.
ومضة وتفاؤل!
الخروج من الدائرة المغلقة ما هو إلا إعادة تأهيل للنفس..
لا تنتظر هطول المطر لتزرع حقلاً، وابحث عن خريطة الوصول.