محمد لويفي الجهني
استمراراً للدعم المتواصل للشعب الفلسطيني وقضيته فلسطين، وبهدف التخفيف من آثار المعاناة التي سببها الاحتلال الاسرائيلي بانتهاكاته الصارخة لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، قدمت المملكة العربية السعودية كعادتها دعماً مالياً كبيرًا وشهرياً للأشقاء في فلسطين؛ للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها.. هذا العطاء والكرم السعودي المستمر ليس غريباً أو حديثاً، فالدعم والعطاء مستمر عبر التاريخ، فمازلت أتذكر عندما كنت طالباً في المرحلة الابتدائية منذ نصف قرن تقريباً وأنا أقتطع من مصروفي اليومي ريالاً واحداً لأتبرع به لفلسطين، وأتشرف وأكون فرحاً ومستبشراً وأنا أتبرع واستلم سنداً مكتوباً فيه (ريال فلسطين) وذلك لقيمة الريال ومكانته في ذلك الوقت للطالب.. وهذا تاريخ متواصل يعيد نفسه للسعوديين عبر الزمان وسنينه المتلاحقة.
وفي سياق العطاء والكرم السعودي المتأصل في نفوسهم وأخلاقهم الكريمة حدثني أحد إخواننا العرب الذي يعمل في بلادنا، قال لي يا أخ محمد انتم السعوديون كرماء وما فيه مثيل لكم في العالم كله، أذكر أول ما أتيت السعودية وفي يوم إجازتي الأسبوعية وأنا أسير في بعض الطرقات لقضاء بعض الملتزمات وإذا بأحد السعوديين يقف بجانبي بسيارته ويعطيني ماء صحة بارداً مجاناً، فاستغربت وقلت في نفسي ممكن هذه منتهية الصلاحية أو فيها وفيها، ولكن عندما سألت قالوا هذا طبع السعوديين فاطمأن قلبي، وبعدها ذهبت كذلك للمخبز فأخذت خبزاً وعندما هممت بالمحاسبة قال لي محاسب المخبز الخبز اليوم مجاناً تبرع به أحد الخيرين الكرماء، عندها حمدت الله أنني في بلد الكرم السعودية بأهلها الكرماء المحترمين، بأخلاقهم العالية وكرمهم الفياض.
نعم هذه هي السعودية العربية العظمى الكريمة ومكانتها العالمية والإنسانية، وهذه جهودها ودورها المبذول على الصعيدين الإقليمي والعالمي لوقف الحرب ونزيف الدماء في كل مكان، وذلك من أجل سلام دائم يعم هذه المنطقة والعالم. فالسعودية دولة سلام وتنمية وأمن وأمان وهذا ما تحاول أن تنشره دائماً في كل العالم لتتوقف الدماء والصراعات والحروب ويعم السلام والاستقرار والامن والأمان.. وسيحقق الله أهدافها وجهودها، فالبشائر تولد من المصائب، فلا يأس وإن طالت التحديات، فالخير والسلام والنور قادم بإذن الله بالجهود الصادقة من قادة وطننا -حفظهم الله-.