بدر الروقي
هناك في مجتمعاتنا تتكون وتتوالد بعض الظواهر لتكون بعد ذلك عادات تستشري وتنتشر بين أفراده انتشار النار في الهشيم.
تختلف هذه العادات في غاياتها وأهدافها؛ فمنها ما يعود بالمردود الإيجابي على أصحابها وممارسيها، وأخرى عكس ذلك تماماً؛ إذ إنَّ وجودها استهلاكٌ مقيت وتكرارٌ مميت.
الحديثُ هنا عن ظاهرة وعادة بدأتْ تسيطر على الروتين اليومي والجدول الأسبوعي للكثير منا، بل أصبحنا نمارس فيها دور المستشار والموجه والمنقذ.
ظاهرة (الصيامِ المتقطِّع) وهي نظامٌ صحي لخسارة الوزن الزائد يقوم صاحبه بصيام أربعِ عشرة إلى ست عشرة ساعة قبل أن يتناول أول وجبة؛ لتصبح بعد ذلك نمط حياة لفترات طويلة.
هذه العادة وإن اتفقنا على إيجابيتها ومدى نفعها؛ لما فيها من المحافظة والحماية للبدن والنفس التي أوصى به ديننا وأكَّدَتهُ شريعتنا من أنه من الضروريات الخمس، ولموافقتها ما جاءت به السنة النبوية من أمر الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا يصاب الإنسان بأمراض المعدة الناتجة عن التخمة والإسراف، وفي هذا يقول - صلى الله عليه وسلم -: «ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه...».
إلاَّ أنَّ عادة الصيام المتقطِّع أمرٌ سيكون أكثر إيجابية، وأنجعَ تجربة، وأجزل أجراً، وأربح تجارة، لو أكمل أصحابها وممارسوها الصيام ليكون - كاملاً - لا متقطِّعاً.
يساعدهم في ذلك قِصرُ نهار الشتاء، وطول عزيمتهم، فيكون كمن نال - فائدتين - بصيام واحد.
فائدة أجر الصيام، وفائدة خسارة الوزن.