نورة حمد الشبل
تبدأ رحلتي في حائل، تلك المدينة التي تذخر بالتاريخ والثقافة، بقصة صديقتي سامية اللحية. في أحد أيام الصيف، استقبلتني في منزلها بترحاب يفوق الخيال. بمجرد دخولي، شعرت بأنني في بيتي؛ حيث استقبلتني بابتسامة دافئة وأجواء مفعمة بالحب.
سامية ليست مجرد مضيفة، بل هي تجسيد حي لكرم أهل حائل. أعدت وليمة شهية من الأطباق التقليدية، وحرصت على أن تكون كل التفاصيل مريحة ومبهجة، كانت كلماتها وحركاتها تعكس روح الضيافة الفطرية التي يتمتع بها أهل المنطقة، حيث يتحول الضيف إلى فرد من العائلة.
تجربتي مع سامية ليست مجرد لحظة عابرة، بل هي مثال حي لما يمثله أهل حائل من كرم وأصالة. إن الكرم هنا لا يقتصر على المأكولات أو الهدايا، بل يمتد ليشمل الابتسامة والاحترام، وهو ما يجعل الضيوف يشعرون بالألفة والراحة.
حائل رمز للجود العربي الذي لا مثيل له، إن أهلها يتجاوزون حدود الواجب ليصبح كرمهم جزءًا من هويتهم المتجذرة في التاريخ، فعندما تجوب شوارع المدينة، تجد أن أبواب البيوت مفتوحة دائمًا، وأن موائد الطعام تُعد لتستقبل كل من يطرقها.
إن الكرم هنا ليس مجرد تقليد، بل هو قيمة عريقة تتناقلها الأجيال، فالناس في حائل لا يكتفون بتقديم الطعام، بل يفتحون قلوبهم ويشاركون قصصهم وتجاربهم.
مدينة حائل ليست فقط مدينة تُعرف بمعالمها الجميلة، بل هي تجربة إنسانية فريدة تجسد قيم الضيافة والمحبة. إن كرم أهل حائل هو ما يجعلهم مميزين في قلوب الجميع، ويستمر في نشر روح الألفة والمحبة بين الناس من خلال قصة سامية، أدركت أن الكرم هو أكثر من مجرد فعل؛ إنه أسلوب حياة يتجلى في كل زاوية من زوايا هذه المدينة الرائعة.