د.شامان حامد
ليست مبالغة سياسية أو جيوسياسية، القول إن سقوط الأسد وحزب البعث السوري ونظامه السلطوي هو سقوط الجدار العازل بين الأصالة السورية بحضارتها وألياتها الشعبية ذات الإرث الدمشقي وعالمها السياسي، وكأننا أمام قصف ذرّي في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، كالذي سقط على هيروشيما وناجا زاكي بيد الولايات المتحدة ضدَّ الإمبراطورية اليابانية، أو بالأحرى على النقيض مما سبق كالخروج المُذل للولايات المتحدة من أفغانستان في31 أغسطس 2021، فسقوط نظام الأسد، الذي بدأه حافظ الأسد وانهار بابنه بشار، جعل هناك أملا للحياة السورية وشعبها المنهار لأكثر من نصف قرنٍ من بطش هذا النظام وشروره، وما سجن صيدنايا الفاضح لنظامهم منا ببعيد، وما زال ولا يزال سيتحدث عن ساكنيه وأمواته متألمة جدرانه مما صار داخلها، ليزداد الشر منذ 2011، باستعانة «بشار» بالميليشيات جملةً وتفصيلاً، وبصناعة المجازر والسجون، قتلاً وتعذيباً، وترويجاً للمخدرات، وكأنه فقد عقله، متخلياً عن شعبه، وكأنه لا يعرفهم، هارباً وتاركاً فضائحهُ تتكلم.
لقد دامت يد المملكة العربية السعودية طوال التاريخ الحديث ممدودة لسوريا وداعمة لها منذُ الملك المؤسس عبد العزيز الذي افتخر بأن «ضمن رجاله من السوريين»، أمثال «يوسف ياسين» و»خير الدين الزركلي» وغيرهما، وهكذا سار الأمر دعماً لسوريا، حتى بعد سقوط الأسد لتكون أول محطة خارجية لسوريا بعد سقوط الأسد هي المملكة، لتخرج ومن قبل الزيارة يد المساعدات السعودية تجاه سوريا إنسانياً، عبر مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية، يلحقها الدعم السياسي، وستظل حتى الاستقرار الكامل ومنها إلى المنطقة بسياسة وسطية سعودية ثابتة.
إن الشعب السوري هو أقوى حلفاء السعودية والدول العربية، ولئن كانت شرور الماضي جديرة بالتذكر فإن استشراف شرور المستقبل لا يقل أهمية، إذ كما أعلنت الرياض أنه قد آن الأوان أن تستقر سوريا وتنهض، وتستفيد مما لديها من مقدرات وأهمها الشعب السوري الشقيق.