م. بدر بن ناصر الحمدان
في 2014 منحت (رابطة المنازل التاريخية) ودار مزادات (سوثبيز) جائزة الترميم لمبنى (نورتون كونيرز) بالقرب من (ريبون) شمال (يوركشير) بإنجلترا، وهو منزل يعود إلى أواخر العصور الوسطى، والذي أعيد بناؤه على نطاق واسع في القرن السابع عشر، واشتهر بكونه مصدر إلهام لقاعة (ثورنفيلد) في رواية (شارلوت برونتي) الشهيرة (جين آير) وهو مصنف كتراث عمراني محلي من الدرجة الثانية.
امتلكت عائلة «جراهام» هذا المنزل منذ عام 1624 وقضت 30 عاماً في صيانته، قبل أن يبدأ السير جيمس جراهام بترميمه مؤخراً في عام 2006 وتأهيله وفتحه للجمهور حيث استغرقت أعمال الترميم الأخيرة قرابة 10 سنوات، وكشف عمله الدؤوب على مدى هذه السنوات الماضية عن طبقات من تاريخ المبنى لا تقدر بثمن، وفي ضوء هذه الجهود الكبيرة فاز بجائزة التجديد.
يقول (ريتشارد كومبتون)، رئيس رابطة المنازل التاريخية: إن مبنى نورتون كونيرز هو منزل خاص غارق في التاريخ، وقد تم ترميمه بحساسية وعناية شديدة جداً من قبل مالكيه ذوي المعرفة الواسعة، الذين كرّسوا أنفسهم لصيانة هذا المكان الخاص، لقد تم توخي عناية كبيرة لاحترام تاريخ وتطور هذا المنزل التاريخي، لذا تم تمنحم هذه الجائزة بجدارة».
ما يستفاد من تجربة (نورتون كونيرز) أن ترميم مباني التراث العمراني وإعادة تأهيلها أجدر بأن تكون من قبل حائزيها كخيار أوّل، وهي أقرب إلى ما يمكن وصفها بـ»عمارة النفس الطويل» التي تعتمد فلسفتها على «استعادة الأصالة» المرتبطة بالثقافة المبنية وغير المبنية من خلال «الدروس المستفادة»، وبناء المعرفة من تجربة الترميم وإعادة التأهيل للمكان ذاته - وليس بالتعامل معها كمشروع بناء مُعتاد - مما يتطلب الكثير من الدراسة والبحث والتجربة والتحليل للوصول إلى الأسلوب الأمثل لإعادة البناء وتحديد التقنيات المستخدمة وما يوازيها من توثيق دقيق، الأمر الذي عادة ما يستغرق وقتاً طويلاً أضعاف ما يستغرقه أي بناء حديث آخر، وهذا ما يمنح المباني التاريخية طبيعتها الخاصة.