عايض بن خالد المطيري
القدوة والمشهور مفهومان يتداخلان في حياتنا اليومية، ويشكلان أساسًا في تشكيل وعي الأفراد والمجتمعات، لكنهما غالبًا ما يتعرضان للتحريف والتشويه بفعل الواقع المتغير والوسائل الإعلامية الحديثة. في عالم مليء بالتناقضات، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مسرحًا للبحث عن الشهرة بأي ثمن، نجد أن الكثير من «المشهورين» في هذه المنصات لا يقدمون محتوى ذا قيمة. بل على العكس، يروجون للتفاهات والسطحية، مما يساهم في تغييب الوعي وتشويه المفاهيم الحقيقية للقدوة.
لذلك من أراد أن يعلم أولاده معنى الشهرة والقدوة المثالية، عليه أن يوجههم للاقتداء بمشهور حقيقي، حقق الشهرة من أوسع أبوابها، وأصبح نموذجًا مشرفًا يمثل القدوة والمشهور بالمعنى الصحيح. هذا النموذج هو سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رجل الطموح والرؤية. فقد قاد نقلة نوعية في المملكة العربية السعودية، واستطاع أن يضع بلاده في مصاف الدول المتقدمة من خلال رؤية واضحة وأهداف طموحة تجسدت في رؤية 2030. الأمير محمد بن سلمان ليس مجرد شخصية سياسية، بل هو رمز للريادة والابتكار والإصرار على تحقيق المستحيل. استطاع أن يحول الأحلام إلى حقائق، وأن يجعل من التنمية الشاملة واقعًا ملموسًا. قاد مشروعات تنموية كبرى وعملاقه، وأعاد هيكلة الاقتصاد السعودي لتقليل الاعتماد على النفط، مؤكدًا أن المستقبل لا ينتظر أحدًا، بل يُبنى بالعمل الجاد والتخطيط السليم والتفكير الناجح.
في عالم يعج بالصخب والضوضاء، يمثل الأمير محمد بن سلمان قدوة حقيقية للشباب، فهو يجسد طموح الجيل الجديد، ويرسل رسالة قوية لكل من يطمح للتميز أن النجاح ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة رؤية واضحة، وشجاعة في اتخاذ القرارات، وإصرار لا يعرف الكلل.
أيضاً يجب علينا جميعاً أن نعلم الجيل القادم أن هذا الأمير الشاب محمد بن سلمان هو المشهور الحقيقي والقدوة، وليس جامعو الأموال وصانعو التفاهات. يجب أن نغرس هذه الحقيقة في عقولهم لأنها الحقيقة المثالية والرائعة التي تعبر عن النموذج الذي يستحق الاقتداء. حين ينشأ أولادنا وهم يحملون في قلوبهم احترام هذه الشخصية القيادية، سيتطلعون دائمًا إلى النجاح والإبداع، وسيكون لديهم دافع لبناء أنفسهم وأوطانهم على نفس النهج.
خلاصة الكلام إذا أردنا أن نضمن مستقبلًا مشرقًا لأبنائنا وأجيالنا القادمة، فعلينا أن نزرع فيهم قيم الطموح والعمل الجاد، وأن نقدم لهم القدوة الصحيحة التي تمثلها شخصيات قيادية ملهمة مثل سمو ولي العهد. فالمشهور الحقيقي ليس من يجذب الأنظار بسطحية محتواه، بل من يضيء الطريق أمام الآخرين، ويكتب اسمه في صفحات التاريخ بحروف من نور.