محمد العشيوي - «الجزيرة»:
في ليلة استثنائية جمعت بين الفن والإبداع، أضاء الفنان راشد الفارس سماء الرياض في واحدة من أبرز الفعاليات التي شهدتها العاصمة، حيث أحيا (ليلة الفارس) ضمن فعاليات «موسم الرياض»، ليقدم للجمهور تجربة موسيقية لا تُنسى على مسرح غارق في الجمال والإبداع، اجتمع فيها الفن والمجد.
وامتزجت الألحان بأعماق التاريخ وسط أجواء موسيقية تنبض بالحياة حيث قدم راشد الفارس عرضًا فنيًا مبهرًا بقيادة المايسترو مدحت خميس وأكثر من 100عازف.
افتتحت الليلة بفيلم وثائقي ملهم سرد قصة مسيرة راشد الفارس التي امتدت لأكثر من 28 عامًا، حيث انتقل الحضور في جولة عبر الزمن، بدءًا من أول ألبوم له في عام 1996 وحتى أحدث أعماله الفنية.
وتخلل الفيلم لقاءات حصرية مع أبرز الشعراء والملحنين والمقربين الذين كانوا شركاء في نجاحاته، بالإضافة إلى شهادات من أصدقائه وزملائه في الوسط الفني الذين أشادوا بفنه وشخصيته، ليكون الفيلم بمثابة احتفاء بالذكريات التي لا تنسى.
بعد عرض الفيلم الوثائقي، صعد راشد الفارس إلى المسرح وسط عاصفة من التصفيق والترحيب، ليبدأ بأداء أغانيه الخالدة التي تتراوح بين قديمه وجديده، التي ميزت الليلة بتوزيعات موسيقية رائعة بقيادة المايسترو مدحت خميس، حيث أضافت الفرقة الموسيقية المكونة من أكثر من 100عازف أبعادًا جديدة للألحان، مما جعل المسرح ينبض بالحياة وشعلة من النشاط، حيث كان تفاعل الجمهور استثنائيًا؛ فقد تحوّلوا من مجرد مستمعين إلى شركاء في صناعة هذا الحدث الفني الرائع، حيث رددوا الأغاني مع الفارس، لتضيف هذه الأجواء طاقة وحيوية على أجواء الحفل، وتحول كل كوبليه موسيقي إلى لحظة من الإحساس الجماعي الذي يعكس عمق العلاقة بين الفنان وجمهوره.
وصدح الفارس بشكل استثنائي ومميز متنقل بين أعماله وسط حضور جماهيري رائع ليتنقل بين أغانيه بكل براعة، كما قدم الفارس 30 أغنية، من بينها «يمكن أخونك، شموخ، عمري ماتمنيت، عزاه، أبوك في الجنة، على الوساده، انت الحب».
وفي لحظة تقدير لافتة تجاه فنان العرب محمد عبده، قدم الفارس أغنية (السيل) وسط تفاعل استثنائي من الجمهور.
واختتمت الليلة بأداء مميز للأغنية الوطنية (عاشت بلادي) حيث وقف الجمهور يغني مع الفارس بصوت واحد في لحظة مؤثرة تجسد حبهم لوطنهم واعتزازهم بالفن، وكانت هذه اللحظة تتويجًا لليلة استثنائية، إذ اجتمع فيها الفن والشغف بالوطن في عرض غنائي مبهج.
وقال المايسترو السعودي مدحت خميس لـ «الجزيرة» أن بداياته الفنية كانت مع راشد الفارس، الذي يعتبره نقطة انطلاقته، وأشار إلى أن هذه الليلة هي من أبرز الليالي التي عمل بها، إذ تم التحضير لها لمدة ثلاثة أشهر، بمشاركة أكثر من 100 عازف، وأضاف أن توليفته مع مجموعة من الفنانين ساهمت في تعزيز خبراته وتطوير الكيمياء الفنية بينه وبين النجوم والفارس في ليلته.
وأضاف خميس إلى ان هذه الليلة تضاف إلى تاريخه الفني، كما أشار مدحت خميس إلى أن الإشراف على «ليلة الفارس» تم بالتعاون مع الملحن سهم، والملحن ياسر بو علي، الذين حرصوا على الاهتمام بأدق التفاصيل في الحفل، إلى جانب الجهود الكبيرة التي بذلتها شركة روتانا لإنتاج هذه الليلة الضخمة التي تليق بمكانة الفارس الفنية، مع تثمينه للشكر الجزيل إلى هيئة الترفيه على هذا العطاء الكبير.