إبراهيم بن سعد الماجد
في مطل جميل شيَّد صاحب هذا المجلس مجلسه؛ مستمتعاً بهذا المطل حيث النخيل وجنيات هذا الوادي الملهمة.
مجلس يرتاده ضيوف من أنحاء المملكة لإحياء أمسيات ثقافية متنوعة، يدعو لها صاحب هذا المجلس الدكتور سالم بن عبد الرحمن البلوي للحديث عن قضايا مختلفة، تصب جميعها لمصلحة هذا الوطن العظيم.
وادي القرى.. هذا الاسم الذي يوحي لك بأن ثمة قرى كثيرة تنتشر على جنباته، وهي حقيقة واقعة بالفعل وإن كان الكثير منها اندثر ولم يبقَ له إلا بعض الأثر.
وقد نقل ياقوت الحموي عن أبي المنذر سمي وادي القرى لأن وادي القرى من أوله إلى آخره قرى منظومة..
ولعل رؤية المملكة 2030 التي يقودها سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - أعادت الكثير من التاريخ للواجهة من جديد كمنطقة العلا التي يأتي هذا الموقع (وادي القرى) ضمن هذه المنطقة المهمة في حاضرنا.
زيارتي لهذه المنطقة كانت الأولى تلبية لدعوة الدكتور سالم البلوي الذي رأى أن يكون ختام عام 2024 الذي هو عام الإبل، الحديث عن هذا العام، فكانت الأمسية (الإبل في رؤية المملكة 2030 - ثروة وتراث) وشرفت بإدارتها.
تحدث في هذه الأمسية رجل الأعمال عضو اللجنة الاقتصادية بنادي الإبل الأستاذ أحمد التويجري والبروفسور فاتن خورشيد والأستاذ مرضى الخمعلي..
ومما قال التويجري:
إن موروث الإبل يعد من مقومات ثقافة بلادنا المملكة العربية السعودية، ولهذا دعمت رؤية المملكة 2030 الجهود في إقامة مهرجان الملك عبد العزيز للإبل الذي يعد أشهر مهرجان نوعي على مستوى العالم وكذلك دعمت الفعاليات المصاحبة ثقافياً واقتصادياً وترفيهياً ورياضياً؛ مما صنع واقعاً ثقافياً يتميز بمستويات عالية من الجودة والتنوع بما يحقق تطلعات المواطن والمقيم ويتواءم مع مكانة المملكة ووضعها الاقتصادي.
مضيفاً أن الإبل منذ فجر التاريخ كانت مصدراً من مصادر الاقتصاد، بل كانت في العصور القريبة هي عصب حياة البادية والحاضرة.
مؤكداً أن إشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على نادي الإبل بوصفه رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية أعطى موروث الإبل قيمة كبيرة ضمن رؤية المملكة 2030، فاليوم نشاهد تطوراً ملحوظاً في كثير من الجوانب الاقتصادية التي تهم ملاك الإبل، وتجعلهم يواصلون مسيرتهم في العناية بهذا الموروث المهم اجتماعياً واقتصادياً.
كما تحدثت البرفسور فاتن خورشيد عن الأبحاث التي قامت بها في استخلاص فوائد أبوال الإبل، ونتائج هذه الأبحاث التي سجلت بها براءات اختراع ضمن فريق علمي عالمي تجاوز 100 باحث متخصص، مؤكدة أن حليب الإبل ثبتت فاعليته في تعزيز مناعة الجسم، بينما ثبت علمياً علاج بول الإبل لعدد من الأمراض منها مرض الكبد الوبائي وكذلك السرطان.
كما تناول الأستاذ مرضي الخمعلي عضو الاتحاد السعودي للهجن اهتمام المملكة بهذا الموروث، ومساهماتها الفاعلة في الحفاظ عليه، في إطار سباقات الهجن ومهرجان الملك عبد العزيز مجلس وادي القرى الثقافي واجهة مشرفة في منطقة مهمة، وهو من المجالس التي أعادت الحراك الثقافي في هذه المنطقة، ويعد منصة لتراث وتاريخ هذه المنطقة (العلا) تحديداً.