أ.د.عثمان بن صالح العامر
مزية حائل الأولى تلك الجاذبية التي بين جبلية، فأرضها ذات روح إيجابية تخاطبك أنت، تتبادل معك المشاعر والأحاسيس الرائعة حتى وإن ظننتها خرساء صامتة، تشعرك بالدفء وتحتضنك بحنان. ولذلك لا تعجب حين يمر بين ناظريك وأنت تتنقل من واد لآخر، شاب جالس وحده (شاب ناره) في (مشار، أو عقده، أو السلف، أو ضلضل، أو مدر، أو سد البار، أو بلطه، أو جو، أو أبو نمر أو فوق له طعس، أو...) فهو مستمتع بالطبيعة التي تبادله نفس الشعور، بطحاؤها ذات اللون الأحمر الاستثنائي، ورمالها النظيفة، وشعبانها الفسيحة، وجبالها، وطلحها، ونفودها، و...، كل هذه المنظومة من الإبداع الرباني تجد فيها النفس البشرية الراحة والانسجام، ولذلك فحائل مرشحة بقوة (لسياحة الاستشفاء) التي تعتمد على هذه الروح أولا ثم (نقاء الهواء) الذي هو المزية الثانية لهذه المدينة الرائعة. وقل مثل ذلك عن (سياحة الأعمال، وعقد المؤتمرات، وإقامة الندوات، واللقاءات والاجتماعات والمحاضرات) سواء في رحاب الطبيعة الفريدة، أو بين الحقول والمزارع على ضفاف النفود البديع.
وحايل أو حائل -على خلاف واسع ليس هذا مكان بسطه- صفحة تاريخية رائعة تأخذك إلى الماضي البعيد، وترحل بك سريعا لتقرأ على صخور جبالها وبين شعابها ووديانها ما سطرته حضارات بشرية سادت ثم بادت، وتحاول جهدك فك الألغاز البشرية وأنت في رحلة (سياحية جبلية) استثنائية ماتعة.
أما عن الإنسان الحائلي - بما يتمتع به من صفات وسمات، تحدث عنها وأشاد بها الكل ممن زاروا المنطقة سواء أكانوا مستشرقين أو كتابا أو مغردين ومؤرخين - مدعوا - في ظل رؤية المملكة 2030 - أن ينظر للسياحة الحائلية على أنها صنعة، وهذا يوجب عليه:
- أن يسوق لحائل باحترافية عالية وبلغات العالم أجمع، عبر منافذ التسويق الحديثة ذات الأثر الفعال في إنسان القرن الحادي والعشرين، وهذا يستلزم وجود شركات إعلامية متخصصة في صناعة المحتوى التسويقي.
- ويسخر مزاياه الشخصية، وخصائصه القيمية المتوارثة المعروفة والمشهود له بها.
- ويوظف طبيعة المنطقة الخلابة، وهواءها النقي، ومزارعها ومنتجعاتها ومجالسها التوظيف الأمثل.. يفعل ذلك كله من أجل، وفي سبيل توليد المبادرات السياحية والثقافية النوعية، وتبني المشروعات الوطنية ذات المردود الاقتصادي الجيد، يسند هذا التوجه ويدعمه ويبارك خطواته:
- القيادة الحكيمة التي تولي رؤية المملكة 2030 جل اهتمامها.
- سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه اللذان عرف عنهما عشق المكان، ودعم كل ما من شأنه توطين السياحة وتطويرها، ومسابقة الزمن لجعل منطقة حائل منطقة جذب سياحي على الخارطة العالمية.
- الوعي المجتمعي بأهمية القطاع السياحي في توليد الثروة وتنمية المنطقة.
- تكاتف مؤسسات الدولة والقطاعين الخاص والأهلي في تسريع عجلة التنمية السياحية والثقافية والخدمية بشكل ملحوظ، ودمت عزيزا يا وطني وإلى لقاء والسلام.