منى السعدي
انتشر استخدام وسائل التواصـل الاجتماعـي بين أفراد المجتمع وعلى وجه الخصوص فئة المراهقين الذين يعتبرون أكثر تعرضًا لتلك الوسائل الرقمية ويمكننا تعريفها بأنها: « مجموعة من مواقع التواصل الفعالة على شبكة الانترنت يتخطى فيه الفاعلون حدود الزمان والمكان، ويسمح فيها ببناء العلاقات وتقاسم التجارب وتبادل الأخبار والمعارف وتشارك المعلومات والأنشطة».
لكل مرحلة عمرية لها خصائصها ومتغيراتها وسلوكياتها ويمكننا هنا توضيح أثر وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك المراهقين، وكيف يشكل العالم الرقمي جيل المستقبل؟
المراهق له عدة دوافع من استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي قد يكون إيجابيًا مثل: استغلال وقت الفراغ لزيادة الرصيد الثقافي والمعرفي وقد يكون سلبيًا مثل: العزلة عن الواقع المعاش حين قامت بنقلهم إلى واقع افتراضي جعلهم يفضلون إدمان استخدامها لساعات طويلة والشعور بالاكتئاب والعزلة، حيث أثبتت الدراسات التي أجرتها الجمعية الطبية الأمريكية أن استخدام الهواتف الذكية لمدة ساعتين أو أكثر يوميًا يعرض بنسبة 10 % للإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD ويؤثر على وظائف المخ.
المراقبة في مرحلة المراهقة المبكرة أمر لابد منه من خلال المراجعة المستمرة والتدريب على التعامل مع محتوى الوسائط الاجتماعية، مع مراعاة أن تكون المراقبة متوازنة مع احتياج المراهقين للخصوصية والاستقلالية، التي تزداد تدريجيا مع تقدمهم في العمر واكتسابهم للمهارات الرقمية.
والأسرة لها دور كبير في حياة أبنائهم وذلك من خلال قضاء أفراد الاسرة مع بعضهم لبعض والاستماع لهم والنظر إلى احتياجهم وحل مشكلاتهم، وأن يكون للمراهق صوت مسموع داخل أسرته بدلًا من هروبه من حياته الواقعية إلى العالم الافتراضي.
كما أن للمدرسة دوراً فعالًا للتعامل مع أي سلوك سلبي يصدر من المراهق وذلك من خلال نشر التوعية وعقد ندوات وورش العمل المختلفة التي توضح سلبيات التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي وتفعيل الأنشطة المفضلة لهم وإشغالهم بما يعود لهم بالفائدة.
وفي الختام مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ويشكل جزءاً كبيراً من حياتهم؛ لذلك ينبغي علينا فهم المراهق من حيث تكوينه الجسدي وقدراته العقلية والتحولات الوجدانية والاجتماعية واستثمارها بطريقة إيجابية في الإبداع والابتكار واحتوائه من قبل والديه ومعلميه وإخوته.