محمد بن عبدالله آل شملان
كان الاستقبال في غاية القيمة والروعة والإيحاء، هكذا أخاله من الصور والمعاني والكلمات.. نهار جميل في مكتب سمو ولي العهد.
إنه استقبال أمير الرؤية والقائد الملهم والمجدد لأبطال الوطن في الصحة نجوم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، الرجل الذي التصقت به قصة النجاح، ولا تفارقه ولا تفارقنا، وقصة النجاح هي الثقافة والفكر والرؤية، وليست فقط كلمة تنطق ونترنم بها، هكذا أحس بها وأفهمها بل وأوقن بها.
عندما دعا ذلك الفريق الطبي، كان يدعوهم ويدعو الشعب السعودي بأكمله، رجالاً ونساء، قبل كل شيء للعمل والإخلاص، كان يدعونا للثقة في النفس والإيمان بمواهبنا وقدراتنا الكامنة، كان يدعونا لكي نفرض شعارها على الواقع وعلى الأرض، حتى نفوز بكل منجز، وفي أية مجال.
كان دوماً وأبداً يغازلنا بإشارة يده الكريمة الثنائية عندما يقوم برفعها في عيوننا في المناسبات والمحافل، لم يكن لذلك ليتباهى أو ليعتز أو ليفتخر، فهو غير محتاج لذلك، لكنه كان يحرك خيالاتنا ومشاعرنا وأحاسيسنا، حتى نعرف، ونتعلم، ولا نقلد الإشارة فقط، بل ما وراء الإشارة، حتى نحرز المنجز فنفخر فنحب.
استقبال المنجز والابتكار والإبداع إذاً هي نفسها ثقافة قصة النجاح، وهي نفسها الفكر المحرض للإنجاز، الذي لا يحب غير قصة النجاح ولا يؤمن إلا بها.
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عندما استقبل الفريق الطبي السعودي الذي نجح في إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة باستخدام الروبوت في العالم، في مكتبه يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مازن بن عبدالرزاق الرميح، ومعالي الرئيس التنفيذي التخصصي الدكتور ماجد بن إبراهيم الفياض، ونائب الرئيس التنفيذي الدكتور بيورن زويغا، كان يستقبلهم لأنهم فهموا ذلك القول الذي صدح به وفهموا دلالته: «لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جدًا، خاصة في جيل الشباب، طاقة قوية شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية جدًا، ويبقى فقط العمل»، فأصبحوا في ميدان العمل يرفعون الرقم «1» ليس في مجال واحد فحسب، بل في جميع المجالات، وكان آخرها المجال الصحي، لذا أصبح الفريق الطبي وقيادات مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث جديرين بشرف اللقاء، الذي سيدوّن في ذاكرتهم عبر التاريخ، التاريخ الذي وصفه سمو ولي العهد بأنه لن يُنسى، فقال: «ما نمر به اليوم تاريخ لا ينسى وتحد مع الزمن سنجني قريبًا منجزات وأعمالًا لا تخطئها الأنظار».
لماذا الاستقبال أغلى؛ لأنه يحمل في ثناياه الطاقة الإيجابية التي تجعل كل مواطن سعودي ومواطنة سعودية يعودان مرة أخرى لإحراز منجز آخر في ميدان العمل وخدمة الوطن، والطاقة الإيجابية مقولة فيها ارتباط وثيق من ناحية العضوية والفكرية بصاحب الاستقبال، الذي قال في إحدى المناسبات: «طموحنا، كيف نخلق بيئة جذابة وجيدة ورائعة في وطننا، كيف نكون فخورين في وطننا، كيف يكون وطننا جزءاً مساهماً في تنمية وحراك العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي أو الحضاري أو الفكري».
بشكل شخصي أحب قصة النجاح، وأحب أن أسمعها دوماً من صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، فقد ظلت الطاقة الإيجابية من أخلاقياته، أصبحت كمقولة «جبل طويق» وكمقولة «السعودي لا يخاف»، ظلت جميع هذه المقولات وكأنها أسلوب حياة.
لم يكن الاستقبال مجرد استقبال فقط، فقبل الاستقبال، لقاء، وقبل الاستقبال، أحاسيس ومشاعر، وقبل الاستقبال، مصافحات، ومودة وتعزيز ودعم.
وغداً بمشيئة الله تعالى يوم آخر، منجز آخر، لكل من يريد معاودة قصة النجاح في المملكة والعالم، فالتأثير واضح، والاستقبال شرف، والمكتب مفتوح، واليد ممدودة بالمصافحة لكل من يفهم الرسالة، رسالة المنجز والابتكار والإبداع.
حفظ الله وطننا، وأدام رقيه ومنجزاته، ومنح قيادته الرشيدة الإعانة والتوفيق على دروب الخير والنماء والسؤدد.