إياد سليمان الربدي
جميعنا نعلم ما هو الكيلوغرام وأنه الوحدة الأساسية لقياس الكتلة في النظام الدولي للوحدات، ولكن ما هو الكيلوغرام في الحقيقة وكيف استطاعت هذه الوحدة الصغيرة أن تغير من مبادئ علم الفيزياء وبقية العلوم.
كانت الدول قديمًا تستخدم وحدات خاصة لقياس الكتلة، ولكن في عام 1875م وقعّت كثير من الدول على معاهدة المتر لإنشاء نماذج أولية للكتلة والطول والتي عقدت في باريس (فرنسا) ومن ثم حدد للعالم هذا المعيار الجديد الذي غير معايير العالم والمكون من 90 % بلاتينيوم و10 % إريديوم باسم النموذج الدولي الأولي للكيلوغرام، وصنع منه أكثر من نسخة ووزعت لعديد من الدول، ولكن النسخة الأساسية بقيت في باريس ومنها وحدت هذه الوحدة وعلى مر السنين هذه النماذج التي وزعت في دول مختلفة بدأت أوزانها تتغير فكان يتوجب على العلماء إيجاد بديل للنماذج، فلذلك بعد عدة أبحاث تم ربط الكيلوغرام بثابت بلانك المرتبط بنظرية E=MC2 التي تظهر العلاقة ما بين الطاقة والكتلة ونظرية الكم التي تدرس سلوك الجسيمات الصغيرة.
وبهذا يكون الكيلوغرام مع تقدم العلم والتقنية قد تحول من نموذج فعلي ملموس قابل للتغير إلى وحدة مرتبطة بثوابت طبيعية دقيقة مما يضمن استقرار وتساوي الوحدة دوليا بدقة ولولا هذه الوحدة لما تقدمت الهندسة والعلم إلى المستوى الذي نعيشه في عصرنا هذا.
** **
- جامعة الملك سعود