عبدالله إبراهيم الكعيد
من يرصد ما يدور على الساحة الدولية اليوم لا يحتاج إلى كثير عناء ليعرف أن الدول مرهوبة الجانب تُعد على أصابع اليد الواحدة بينما البقية يدورون في فلكها. يتحالفون معها. يطلبون ودّها. بعض القوى تتعامل مع الغير بمنطق القوة فقط. تُهدد وتتوعد بالويل والثبور إذا شعر قادتها بأن (مصالح) أوطانهم خارج حدود أراضيهم تحت التهديد حتى ولو كانت ما وراء البحار.
رؤساء بعض الدول وقادة الجيوش فيها يسكنهم غرور القوة فتراهم يدخلون في حروب قد تكون في النهاية وبالاً عليهم كتدخل جيش الولايات المتحدة الأمريكية في نزاعات مناطق يجهلون طبيعة أهلها فينهزمون رغم اعتدادهم بقدرات جيشهم الذي لا يُقهر حسب زعمهم وأوضح دليل ما حدث لهم في فيتنام، أفغانستان، الصومال ثم العراق والحبل على الجرار.
حسب خبراء الحرب تعتبر عقيدة أي جيش في العالم هو الإطار الفكري والتنظيمي الذي يحدّد أسلوب أداء الجيش لوظيفته الأساسية وهي حماية الوطن والدفاع عنه في حالة تعرّضه لأي اعتداء.
من هنا يتساءل الجندي بينه وبين نفسه حينما تصدر إليه الأوامر بالذهاب إلى جبهات القتال: هل أنا أدافع عن العقيدة التي تعلمتها حينما التحقت بجيش بلادي، وهل المهمة التي أنا ذاهب إليها تتماهى مع ما علّموني إياه، أم أنني ذاهب إلى صراع لا يمت لتلك العقيدة بأي صلة؟
قيل بأن أحد أسباب هزيمة الجيش الأمريكي في حرب فيتنام التي استمرت حوالي 21 عاماً تقريباً (1954 حتى 1975) كان سؤال الضباط والجنود الأمريكان: (لماذا نحن هنا؟) و(من أجل من نضحي بأرواحنا ونحن نبعد عن بلادنا آلاف الأميال) هذه التساؤلات تجتمع في سؤال واحد: هل نحن على حق والآخر على باطل؟
حينما تصدر الأوامر من القيادة السياسية لأي جيش بالاستعداد للحرب، يتم إبلاغ القادة العسكريين بالسبب في المشاركة بتلك الحرب وفي الغالب إذا كان ذلك السبب غير الدفاع عن الوطن في حالة تعرض حدوده الإقليمية للاعتداء فهو يبقى ضمن دوائر تفاهمات أولئك القادة فقط. بمعنى لا يُعلن للضباط والجنود الذي سينفذون المهمّة بشكل مباشر، بل يُقال لهم بأنهم سيدافعون عن (مصالح) الوطن وبذلك يتم إعماؤهم عن الحقيقة. من هنا تبدأ طلائع فشل المهمة حتى قبل التنفيذ، ولكن بعد أن تُزهق أرواح أبرياء كانوا ضحايا لتلك (المصالح).
السؤال، السؤال هل تقف القوّة دائماً بجانب الحق؟