إيمان الدبيّان
فتح الجوال والتقاط صورة وإرسالها أصبح أسهل من فتح قارورة ماء وارتشاف مائها؛ وفي كلا الحالين آداب يجب أن تُحترم وقوانين فرضت وواجب أن تُلتزم.
إن أساس التعاملات والعلاقات بين البشر في كل مكان وزمان هو الاحترام، احترام الأشخاص أولاً، وكل شيء له علاقة بهم ثانياً؛ ولكن نلاحظ غياب ثقافة ومفهوم الاحترام للآخرين واختراق خصوصيتهم وحريتهم ومبادئهم وكل ما يهمهم، سهلت عملية التصوير غالباً خصوصاً في أجهزة الهواتف المتنقلة، واستسهل البعض عدم الالتزام باحترام حرية الآخرين، رغم وجود القوانين الرسمية فيما يتعلق بهذا الجانب، وبعض هؤلاء الذين لا يراعون خصوصية الآخرين عند التقاط الصور هن بعض المتنقبات نراهن في الأماكن العامة من مطاعم ومقاهٍ وطرقات، ولا يتركن شاردة ولا واردة دون أن يحبسن ظلها حتى تُحبس أنفاس من حولها توجساً من أن يظهر في مرآة عاكسة أو على طاولة بها لاصقة، وربما عند ممرات بها عابرة قد يكون من حولها امرأة مثلها كاشفة لوجهها الذي ليست ملزمة شرعاً ولا قانوناً على تغطيته، أو رجل لا يريد أن يكون ظاهراً في الصور حتى طرفاً من لحيته، ولا يستبعد أن يكون طفلاً تخاف عليه أمه وعن الأعين استبعدته.
ومع هذا نرى بعض المتنقبات تشهر هاتفها المتنقل وتلتقط الصور بلا مراعاة لخصوصية الآخرين، أهذا لأن وجهها غير ظاهر وملامحها غير معروفة فضمنت بقاء خصوصيتها خلف نقابها؟! أم هو عدم تقدير المسؤولية المجتمعية التي يشاركهن في عدم تقديرها بعض المراهقين، وبعض المستهترين من الرجال أو النساء في الحفلات والمناسبات عندما لا يحترمون الخصوصيات ولا يهتمون بآداب الذوق العام؟!
المجتمع وما فيه ملك للجميع للمرأة والرجل والشيخ والطفل للمتنقبات اللواتي نحترمهن وللكاشفات اللواتي نقدرهن، للمراهقين الذين نراعي سن نشوتهم وللمثقفين والمسؤولين الذين نهتم لخصوصيتهم ومسؤوليتهم فالاحترام واجب للجميع ومن الجميع.
أغلبنا يميل للتصوير ومشاركة أهله وأصدقائه للحظاته وأماكن تنقلاته ونزهاته، خاصة ونحن نعيش نهضة وتطويراً وترفيهاً ورياضة لا تجتمع كلها في مكان واحد؛ ولكننا هنا في وطني جمعناها كما جمعنا عدداً من الثقافات واللغات والجنسيات، رابطنا الحب والتعايش والسلام بكل معايير الاحترام.
الثقافة المجتمعية التزام واحترام في كل الجوانب المشتركة بين الأفراد داخل المجتمع وأهمها ثقافة الحرية تحت مظلة احترام النظام والأنام.
أحترم جداً ذلك الرجل أو تلك المرأة اللذين يلتزمان باحترام أدب المكان والزيارات، فليس من الذوق أن يستوقف مثلاً مَن يقدم ضيافة القهوة لتلتقط صورة لما يقدم، وليس من اللائق أن يصور كل ما في منزل المستضيف من أثاث أو طعام فاخر مبالغ بكمياته ومبالغة وقد يكون فاقداً لمتعته وبساطته ولذته.
أصبح التصوير عند البعض هدفاً، وتجاهل أن الثقافة احترام.