سلمان بن محمد العُمري
الإنجازات المتسارعة في بلادنا المباركة جاءت بفضل الله -عز وجل- ثم ثمرة الدعم الكبير واللامحدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-، وتعكس الخطى الواثقة التي تسير عليها بلادنا نحو الرقي والتطور والتنمية المتجددة لتحقيق مستقبل مشرق يعم نفعه البلاد والعباد.
من أبرز ملامحها المشروعات الكثيرة الكبيرة المتعددة في مختلف المجالات والميادين، وسأتناول مشروعاً عظيماً من بين مئات المشروعات التي تنفذها الدولة -أيدها الله- وفق برامج منهجية مبنية على استراتيجيات وخطط مرسومة بدقة، وهي ثمرة من ثمار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، هذا المشروع «السعودية الخضراء»، وحينما يكون الحديث بلغة الأرقام تصبح الصورة أكثر وضوحاً وأكبر مدلول على الشيء، ومما كشفه مؤخراً وزير البيئة والمياه والزراعة م. عبدالرحمن الفضلي، حول هذا البرنامج فقال: «إعادة تأهيل (40) مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، بما يكافئ زراعة (10) مليارات شجرة، وإعادة تأهيل أكثر من (250) ألف هكتار من الأراضي ضمن مستهدفات المبادرة، وزراعة أكثر من (115) مليون شجرة بنهاية العام.
وأشار معاليه إلى أن استراتيجية الأمن الغذائي تستهدف تقليل نسبة الهدر والفقد الغذائي من (33 %) إلى (15 %) بنهاية 2030م، مبيناً أن القطاع الزراعي مسؤول عن (14 %) من الانبعاثات الكربونية، وتقليل الهدر والفقد الغذائي بنسبة (50 %)، سيسهم في الحد من الانبعاثات بنسبة كبيرة، وأن المملكة كانت تعيد تدوير (500) ألف متر مكعب من المياه في القطاع الزراعي، واليوم نعيد تدوير (مليوني) متر مكعب، ونستهدف إعادة تدوير (90 %) من المياه المعالجة ضمن رحلة تحقيق الاستدامة وتقليل الأثار البيئية، وأن المملكة نجحت في التخلص من حرق الوقود لإنتاج المياه، وكانت تستهلك نحو (300) ألف برميل يومياً، والعام المقبل سيتم التخلص عن حرق الوقود بالكامل، كما استطاعت المملكة توفير ما يقارب (10) مليارات متر مكعب من الموازنة المائية، وحددنا السحب الآمن للمياه حتى 2030م، مشيراً إلى أن المياه الجوفية ليست المصدر الوحيد لمياه الشرب، إذ تعتمد المملكة على المياه المحلاة بنسبة (65 %)، واليوم ننتج ونشتري المياه بثلث القيمة مقارنة بعام 2016م، ونستخدم المياه المعالجة في التشجير وتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء».
هذه لمحات من الحديث الذي استشهدت به ولاشك أن تلكم المشروعات العملاقة سيجني ثمارها الوطن والمواطن، وسيكون لها عائدات اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى تحقيق المزيد من الرفاهية والسعادة للمواطن والمقيم، كما ستنعكس زيادة الرقعة الخضراء على تحسين جودة الهواء، وزيادة معدلات الأكسجين.
أتمنى من الوزارة المعنية أن تقدم المزيد من الدعم والتشجيع للمواطنين للاستثمار الزراعي، لتكمل المسيرة بزيادة الرقعة الخضراء، فهي ثمرة وثمار، وجودة حياة، ولا ننسى وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة». رواه البخاريّ ومسلم.