عقل العقل
في افتتاح مبارياته منتخبنا الوطني في (خليجي 26) والمقامة بالكويت الشقيقة، مني بهزيمة أعتبرها ثقيلة، ومستوى محبط وخاصة في الشوط الأول في مباراته أمام المنتخب البحريني، وخرج منتخبنا خاسراً بنتيجة غير مرضية، وكانت التوقعات وخاصة من الجانب البحريني تتوقع التعادل وأن تكون مباراة صعبة أمام الأخضر السعودي ولكن الأوضاع تغيرت، والأخضر يعيش مرحلة هبوط مستوى منذ سنوات، ولم يحقق بطولات قارية رغم الدعم المادي والمعنوي الذي تحظى به المنتخبات السعودية عامة، والأول خاصة إلا أن المستوى والضعف واستمرار حالة التدهور مستمرة للأسف لأسباب أعتقد أنها موضوعية وتحتاج مراجعة سريعة، خاصة أن المنتخب السعودي مقبل على استحقاقات قارية وعالمية سوف تستضيفها المملكة في السنوات القادمة.
من يتخيل أن منتخبنا في العقود الماضية لم يكن يهتم ببطولة كأس الخليج ويشارك فيها بمنتخبات رمزية حفاظا على فكرة البطولة الخليجية الجامعة لأبناء الخليج، أما على المستوى الفني فقد تجاوزها منتخبنا، ولكن للأسف نجد أن منتخبات خليجية شقيقة كانت تحسب لمبارياتها معنا أصبحت الآن تتفوق علينا في هذه البطولة، وفي بعض المسابقات القارية، من متابعة سريعة لبعض المنتخبات الخليجية تجد أن سياسات التجنيس مستمرة وبازدياد والبعض لا يحبذون ذلك، ولكن أغلب دول العالم وفي أغلب الرياضات ومنها كرة القدم نجدها تحققها بلاعبين مجنسين، البعض يرى أن المملكة وأنديتها الرياضية ولادة بالمواهب الرياضية ولا تقارن بدول تعاني أصلاً من خلل ديمغرافي، وهناك إشكالية استقطاب اللاعبين الأجانب المميزين في دورينا ووصلت الحال بصعوبة أن يجد نجوم محليون فرصة للمشاركة مع أنديتهم، وهذا طبيعي أن ينعكس على مستوى المنتخب السعودي ككل، الآن وبعد نجاح مشروع التطوير الرياضي والفوز باستضافة كأس العالم في 2034 فعلينا التخطيط بجد وبشكل طويل لخلق منتخبات سعودية للمشاركة في هذه المسابقات القارية والعالمية والتي ستقام في وطننا.
لماذا لا نبدأ بتقليص عدد اللاعبين الأجانب في دورينا الممتاز إلي ستة ونستمر بتقليل الأعداد تدريجيا؛ فهذا سوف يعطي اللاعب السعودي فرصة المشاركة الدائمة وأن يعيش جو المنافسات لا يكون على دكة الاحتياط يستجدي المشاركة أو أن ينتقل إلي ناد آخر في درجة مختلفة، فطبيعي أن تؤثر هذه الحالة على المستوى الفني للاعب مهما كانت جودته.
المدرب الإيطالي مانشيني والذي كان صاحب مشروع طويل عندما تم التعاقد معه قال وكرر أن أغلب لاعبي المنتخب في المعسكرات والمباريات الرسمية بأنهم غير جاهزين وأغلبهم على دكة الاحتياط مع فرقهم المدججة بلاعبين أجانب، عندها ثارت عليه الجماهير والإعلام وتمت إقالته، والآن نفس المستوى يتكرر فالمشكلة جذرية تحتاج الي قرارات شجاعة بعيدا عن الانتماءات الضيقة للأندية وخاصة الجماهيرية منها.