سليمان الجعيلان
تقول لغة الأرقام المؤكدة إن اللاعب سعيد غراب هو اللاعب السعودي الأول والوحيد الذي سبق وأن حقق لقب هداف دورة الخليج، وحدث ذلك في دورة الخليج الثانية (1972) وبواقع (5) أهداف، وأيضاً تتحدث المعلومة الموثقة بأنه أربعة لاعبين اشتركوا في لقب هداف دورة الخليج السادسة (1982)، وهم: الكويتي يوسف سويد، والسعودي ماجد عبدالله، والبحريني إبراهيم زويد، والإماراتي سالم خليفة، وذلك عقب انسحاب منتخب العراق من البطولة وإلغاء نتائج منتخب العراق فيها، واستبعاد أهداف لاعب منتخب العراق حسين سعيد الـ(5) منها!
وتقول لغة الأرقام المثبتة بأن أسوأ مشاركة للمنتخب السعودي في بطولات الخليج هي البطولة الرابعة عام (1976) في قائمة ضمت (9) لاعبين من فريق النصر، وحصل ذلك عندما تلقى منتخبنا (4) خسائر قاسية في نفس البطولة، وبعد أن استقبل أكبر خسارة مذلة في تاريخه في دورات الخليج، وكانت أمام منتخب العراق وبنتيجة كبيرة 1-7 .
وأيضاً تتحدث المعلومة القاطعة بأن بطولة الخليج ظلت عصية على المنتخب السعودي حتى كادت أن تصبح عقدة في تلك الحقبة، لولا جيل جديد من اللاعبين السعوديين يتقدمهم محمد الدعيع وفؤاد أنور والمهلل وسامي الجابر وبقية زملائهم، والذين كسروا تلك العقدة وروضوا وطوعوا بطولة الخليج ثلاث مرات بداية من أرض الإمارات في النسخة الثانية عشرة (1994) وثم في عامين متتاليين (2002- 2003)، لتندثر بعدها مقولة بطولة الخليج صعبة قوية على السعودية، وتختفي معها الأرقام والألقاب الهامشية، بل والوهمية!
وبالمناسبة، صحيح أن لغة الأرقام الثابتة تقول بأن هداف المنتخب السعودي في دورات الخليج ماجد عبدالله سبق وأن سجل في منتخب قطر (5) أهداف في دورة الخليج الخامسة عام (1979)، ولكن للأمانة وللتاريخ كانت هامشية لأنها في مرمى منتخب غير منافس وضعيف في ذلك الوقت، بينما المعلومة الدامغة تتحدث في نفس الوقت بان ماجد عبدالله نفسه لم يسجل في منتخبي الكويت والعراق في دورات الخليج طوال فترة مشاركاته، وهما المنتخبان اللذان ظلا مسيطرين ومهيمنين على كأس البطولة لفترة طويلة، إلا هدفاً وحيداً في مرمى الكويت كان عام (1986) وفي مباراة انتهت بفوز المنتخب الكويتي (3-1)، في رسالة واضحة لمن أراد أن يزيِّف الحقيقة ويسعى إلى أن يرسخ الألقاب الوهمية على حساب البطولات السعودية الرسمية!
باختصار، هذه بعض أرقام وألقاب المنتخب السعودي في دورات الخليج دون تزييف أو تحريف، أطرحها هنا لعل وعسى أن تصل الرسالة لبعض المشجعين، بل لبعض اللاعبين السابقين الذين انساقوا خلف المتأزمين في تزييف وتحريف الحقيقة ووجدوا في الإشادة ببعض لاعبي المنتخب السعودي السابقين طريقاً ووسيلة للإساءة للاعبي المنتخب السعودي الحاليين على حساب الأمانة العلمية والمهنية الإعلامية!
السطر الأخير
افتتحت مساء أمس السبت بطولة كأس الخليج في نسختها رقم 26 وسط ترقب الوسط الرياضي والجمهور السعودي لما سيقدم الأخضر السعودي في هذه البطولة؟ التي يبدو أنها لن تكون سهلة في ظل قوة بعض المنتخبات الخليجية واختلاف تعاملها، وتغيير معاييرها مع هذه البطولة الإقليمية، والتي تصل أحياناً إلى تقديمها على البطولة القارية، وبعيداً عن هذه النظرة أو تلك عند بعض المنتخبات الخليجية يفترض أن الجميع يدعم مدرب المنتخب السعودي هيرفي ريناد فيما ذهب إليه حول ضرورة المنافسة على لقب البطولة، لأنه سيكون دافعاً لاستعادة ثقة الجميع بقوة وقدرة الأخضر على المنافسة في بقية الاستحقاقات، خاصة بعد أن دخل الشك عند البعض حتى في قدرة الأخضر على التأهل لنهائيات كأس العالم القادمة، ولذلك كل التوفيق للاعبي منتخبنا في هذه المرحلة الحساسة وهذه البطولة المهمة، رغماً عن المزايدات الرخيصة على ولاء وانتماء لاعبي المنتخب السعودي! نقطة آخر السطر.