أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني/ تصوير - عبدالله مسعود:
لقاؤنا في هذا الحوار مع علم من أعلام المكفوفين وأصحاب الهمم.. خدم دينه ووطنه وخدم الفئات الخاصة في المملكة.. ولد ببصيص من النور ولا يستطيع تمييز الأشياء التي حوله، يلعب ويلهو مع أبناء القرية كان سعيداً بالعيش مع أقرانه، كان يرثي في النخيل ويصطدم بكثير من العوائق في هذه القرية. ولد في روضة سدير وهو آخر الأبناء لوالديه. غادر القرية متوجهاً للرياض حالماً بأن يجعل لنفسه طريقاً يعتمد فيها على الله ثم على نفسه ويتحدى الصعاب.. وبالفعل درس وتعلم وذهب إلى أمريكا وحصل على الدكتوراه. عاد لوطنه وخدم ذوي الإعاقات المختلفة. أصبح عضواً في العديد من المجالس والمراكز التي تعنى بالإعاقة، وواصل العمل والمثابرة حتى أصبح عضواً في مجلس الشورى لمدة ثلاث دورات رئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي إنه د. ناصر بن علي الموسى، وهذا نص الحوار:
* أين كانت الولادة والنشأة؟
- ولدت ونشأت في روضة سدير التابعة لمحافظة المجمعة وذلك عام 1375ه، هذه القرية الصغيرة التي يعمل الأهالي فيها في مجال الزراعة، وقد كنت آخر الأبناء لوالدي ووالدتي.. وروضة سدير تبعد عن مدينة الرياض ما يقارب من 160 كيلو.. هذا القرية تتميز بالهدوء، وتقع على أهم الأودية الكبيرة في محافظة سدير، وأصبحت اليوم في ظل هذه النهضة الجبارة محافظة كبيرة مليئة بالحيوية والنشاط التجاري والسكاني والزراعي.
وكيف كنت تتغلب على التنقل وفي هذه القرية الريفية؟
- فقدت بصري وأنا عمري سنة كان عندي بقايا بصر بسيطة، وكنت في طفولتي من عام 1375 إلى 1384هـ أعيش مع أبناء هذه القرية، وكنت ألهو وألعب وأمارس كل النشاطات مع أقراني، ولم يكن ضعف النظر يشكل عندي مصاعب، كانت العيشة في هذه القرية عيشة (فلاليح) يعملون الأهل في زراعة النخيل والخضراوات ومن كان لديه مزرعة في ذلك الوقت كان له شأن كبير ومكانة عالية.
* هل كان والدك يحس أنك فاقد البصر؟
- نعم كان يعرف ولكن ليس بيده حيلة إلا أنه شجعني على ممارسة حياتي مع أبناء القرية وأعتمد على نفسي بعيداً عن الشفقة لأن والدي ووالدتي مشغولين بالزراعة ولم يكن هناك طب للعيون.. كنت ألعب وأتسلق النخيل وأسقط في الطرقات، وكان كل شيء عندي عاديا جداً..
والدي -رحمه الله- كان حافظاً للقرآن، وكان إمام مسجد الروضة، وكان حريصا أن أحفظ القرآن وطرح لي فكرة جائزة، وهي حافز لي وهذه الجائزة عبارة عن مائة ريال لكل جزء أحفظه من القرآن الكريم، وكان هو من يحفظني كتاب الله وبالفعل حفظت الجزء الأول وأعطاني 100 ريال وطلبت من والدي أن يشتري لي (سيكل) خاصة أنني أحب اللعب واللهو، وبالفعل قام أخي بشراء السيكل، وكنت أستعرض أمام زملائي وساعدني ركوب السيكل أنني حافظ مداخل ومخارج هذه القرية، والهدوء في هذه القرية ساعدني لم يكن هناك أي مخاطر.. لأن فاقد البصر يعتمد على السمع كثيراً.. وكان زملائي الذين معي من الطفولة يعرفون مشكلتي فهم عندما نلعب بالسيكل يتحاشون عني خوفاً عليّ.
* متى أحسست أنك تعيش في ظلام رغم أنك تلعب وتلهو مع الأطفال؟
- كنت أظن أن الأشخاص الذين حولي أن عندهم مشكلة مثلي.. ولكن كلما كبر عمري ونتحدث معهم وجدتهم يصفون لي الأشياء التي حولهم وأنا لا أراها عندما اكتشفت أن عندي أنا المشكلة في ضعف النظر.. لأن الأشياء التي يذكرونها لي لا أراها أبداً.
* هل تجد العطف من الأهل والإخوان أو من الأشخاص الذين حولك؟
- أبداً لا أجد أي عطف من الأسرة ولا من الذين حولي، وهذا أكسبني الاعتماد على نفسي دون شفقة ونشأت عليها.
* كيف بدأت مع التعليم؟
- عندما ذهب عني من هم في سني في روضة سدير للمدارس العادية قرر والدي إرسالي للرياض، وكان لي أخت متزوجة في الرياض وذهبت والتحقت بمعهد النور للمكفوفين بالرياض وذلك في عام 1384هـ لدراسة المرحلة الابتدائية، وكان يأتي للمعهد طلاب من كل أنحاء المملكة وبعضهم أعمارهم كبيرة من المكفوفين. وفي البداية كنت متخوفا من المناهج خاصة المناهج التي تدرس (برايل) ولكن سرعان ما تعلمت لغة (برايل) خلال أسبوعين وانطلقت في المعهد وحصلت على الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية، وكانت نجاحاتي في هذه المراحل بتفوق على الطلاب في التعليم والنشاط غير الصفي بفضل المعلم فهد الجوهر الذي منحني هذه الثقة حتى أصبحت رائد النشاط في المعهد وشاعر المعهد.
الملك سعود والملك فيصل قاما بزيارة المعهد
في ذلك الحين وعندما بدأ الاهتمام بالمعاهد الخاصة بالفئات الخاصة وخاصة معاهد المكفوفين قام الملك سعود والملك فيصل -رحمهما الله- بزيارة لهذا المعهد وأثنوا على قدرات المكفوفين ووجهوا بما يحتاجه المعهد من الاحتياجات التعليمية، ولذلك قيادتنا مهتمة بالتعليم، ومنها تعليم وتأهيل ذوي الإعاقة.
* يقال إنك شاعر ولديك موهبة في إلقاء الخطابة؟
- عندي محبة للشعر وقد لقبوني بشاعر المعهد حيث قدمت العديد من القصائد، وقد ساعدني في إلقاء الخطابة العديد من الأساتذة وقد نجحت في ذلك حتى أصبحت أنا مقدم حفلات المعهد من المرحلة الابتدائية، المتوسطة، والثانوية وكان أول نشيد كتبتها للطلاب والكبار هي قصيدة تقول:
يا سعودي أنت في الوجود
قمة المجد وعنوان الخلود
قد حباك الله أشباه الأسود
كل مجد حازه آل سعود
كما كتبت قصيدة للأشبال الصغار في المعهد تحت عنوان:
يا شباب النور هيا
نلتقي فوق الثريا
كتبت أيضاً العديد من القصائد الترحيبية بضيوف المعهد..
* كيف بدأت حياتك مع التعليم الجامعي؟
- الوزير عبدالعزيز الخويطر وزير المعارف كان معجباً بإلقائي الحفل الخطابي في المعهد وتفوقي على الطلاب، وعندما تشرفت بالسلام عليه بعد نهاية حفل وتخرجت من الثانوية العامة وطلبت منه أن أدرس في الخارج فقال أبشر، وبالفعل تم رفع اسمي من قبل المعهد بعد حصولي على الثانوية وتمت موافقة المقام السامي على ابتعاثي من قبل وزارة المعارف للدراسة في أمريكا.
* هل كانوا أهلك معارضين لسفرك خارج المملكة خوفاً عليك؟
- نعم هناك من كانوا يذهبون إلى والدي -رحمه الله- عندما علموا بسفري للدراسة في خارج المملكة، وقالوا كيف تسمحون لابنكم الذهاب لبلد الكفار وأيضاً كفيف لا يعرف أين يذهب.. ورد عليهم الوالد قال الدولة أحرص طالما رأوا ذلك فهو ولدهم.. خله يروح يتعلم.. كانوا يتواصلون معي بالرسائل كنت أيضاً أتواصل معهم بالرسائل وكانت المكافأة التي تصرف لي كافية لمعيشتي.
كنت رئيساً لاتحاد الطلبة الأجانب
وأثناء دراستي في الجامعة تم اختياري رئيساً لاتحاد الطلبة الأجانب في الجامعة لأنهم وجدوا فيني الذكاء وإتقان للغة والتفوق والأخلاق، وبالفعل كنت مقبولاً عند جميع الطلاب الأجانب على مدى سنتين. وكانت فرصة للتعرف على الطلاب وتعلمنا منهم الأشياء الكثيرة.
واجهت مصاعب.. لكن تغلبت عليها
أقول واجهتني مصاعب في مراحل حياتي، ولكني تغلبت عليها، وقد ساعدتني في هذه المصاعب زوجتي عندما انضمت معي للدراسة في أمريكا عشنا حياة طبيعية ولم يكن لدينا عوائق وحققنا كلما نتمناه حيث كل الإمكانات سخرت لنا دولتنا.
* هل تتذكر كم كان عدد الطلاب المكفوفين في ذلك الوقت في معهد النور بالرياض؟
- كان عددهم ما يقارب من 150 طالباً من مختلف المناطق ثم توسع القبول وزادت أعداد الطلاب حتى أصبح المعهد يقبل الطلاب الأجانب من اليمن وفلسطين ومصر ودول الخليج وبعدها توسعت وزارة المعارف في افتتاح العديد من المعاهد في مختلف مدن المملكة للبنين والبنات.
* من هم المكفوفون الذين احتلوا مناصب عالية في الدولة وخدموا الشريعة والقضاء والعمل الإداري؟
- بالطبع هناك أعداد كبيرة من هؤلاء المكفوفين الذين خدموا دينهم ووطنهم وكانوا نوابغ ويتمتعون بالذكاء ولهم تأثير في المجتمع مثل مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-، والشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- والشيخ عبدالله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء والشيخ صالح بن غصون عضو هيئة كبار العلماء وغيرهم من المشايخ والعلماء والقضاة الذين يعملون في المحاكم وقد ساهموا في نهضة هذه البلاد.
* الدراسة في أمريكا كيف كانت بالنسبة لكفيف تم ابتعاثه للدراسة؟
- المصاعب لابد منها خاصة على شخص كفيف البصر.. ولكن قبل سفري أخذت أدون كل المعلومات عن الحياة في أمريكا من أشخاص كانوا هناك وسافرت لوحدي.. ولكن كانت الدول تطبق الخدمات للأشخاص المعاقين في المطارات والطائرات سواء في المملكة أو أمريكا أو أوروبا وقد ساعدوني أثناء تنقلي عند الجوازات والجمارك وكانت رحلة طويلة.
راجعت الملحق الثقافي واستغربوا كيف يتعاملون مع كفيف وقد وجهوني لأحد المراكز التي تفد الطلاب خريجي الثانوية إلى الجامعات وبالفعل استفدت من هذا المعهد خلال 3 شهور لأنه لم يكن فيه عرب ومن ثم حولت إلى أحد مركز تعليم اللغات التي تعد الطلاب للجامعات وكان معي بعض الأمراء والمشاهير.. وخلصت الدراسة في 3 سنوات تخصص علم اللسانيات وعلم النفس وحصلت على درجة البكالوريوس ثم واصلت الدراسة لنيل الماجستير في نفس الجامعة في التربية الخاصة سنة واحدة ثم الدكتوراه في التربية الخاصة.
* كيف بدأت حياتك العملية بعد رجوعكم إلى المملكة؟
- عدت إلى المملكة، وكان أمامي خياران إما وزارة المعارف التي ابتعثتني أو جامعة الملك سعود، وبالفعل توجهت إلى الجامعة بعد موافقة وزارة المعارف على تنازلها عني للعمل في الجامعة وتعينت أستاذا مساعدا ثم أستاذا مشاركا ثم أخيراً رئيساً لقسم التربية الخاصة بالجامعة، بالفعل عملت على تطوير هذا القسم من حيث القبول في الجامعات والابتعاث واستقطاب العديد من الكفاءات من المحاضرين من الدول العربية..
بعد ذلك تم اختياري من قبل وزير التعليم في عام 1416هـ د. محمد الرشيد مشرفاً عاماً للتربية الخاصة بوزارة التعليم وتم دمج المكتب الإقليمي لشؤون المكفوفين مع خدمات التربية الخاصة وتم دعمنا بالحوافز وبكل ما نريده لتطوير التعليم وخاصة للفئات الخاصة وهي الفترة الذهبية للتربية الخاصة من خلال وضع استراتيجية التربية الخاصة ومن أهمها دمج الطلاب ذوي الإعاقة في مدارس التعليم العام.
* هل لدينا رصد عن عدد الطلاب أصحاب الفئات الخاصة في المدارس الحكومية؟
- نعم هناك مسوحات عملت على مستوى المملكة، وفي آخر إحصاء يوجد لدينا ما يقارب من 90 ألف طالب وطالبة في التعليم العام، وهناك أعداد كبيرة يدرسون في معاهد ومراكز خاصة تابعة لوزارة الموارد البشرية وهي من الإعانات الحديثة.
* ما صحة بأن موضوع دمج الطلاب من أصحاب الإعاقة في المدارس العادية تراجع عن الماضي.. هل من أسباب؟
- أولاً أؤكد بأن موضوع الدمج من أنجح التجارب، ولم يفشل في المملكة، بل أصبح نموذجاً سعودياً يوزع عند كثير من الدول في تجربة المملكة في دمج التلاميذ في المدارس العادية مع الطلاب الأسوياء، وقد كنا البلد العربي الرائد في هذه التجربة.. الدمج بالفعل تراجع في الجوانب الإدارية.. ولكن على مستوى الميدان لم يتراجع ولكن هذه البرامج تحتاج إلى تطوير ودعم لكي يستمر نجاحها.
* كم تقدر نسبة الطلاب الذين لديهم إعاقات خفيفة وهم ضمن طلاب التعليم العام؟ هل عُمل لهم مسح؟
- نعم عُمل مسح في المدارس ووجدنا أن 20% من طلاب التعليم العام يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة يوجد هناك إعاقات خفيفة بين الطلاب، وهذا ما ركزنا عليه في برامجنا وخططنا وقدمنا لهم كل الرعاية وطورنا مهاراتهم ووضعنا خطة دراسية.
* هناك من يقول: إن مراكز ومعاهد التعليم الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة الأهلية.. مضيعة للوقت وهدر للمال كيف تراها؟
- أنا أرى أنها رافد قوي من روافد التعليم المساند لوزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية في مجال التربية الخاصة ورعاية الإعاقة صحيح فيها الجيد وفيها الرديء وفيها من يبحث عن التجارة. ومن وجهة نظري أرى أن يدعم وتكلف بالعمل وفق الضوابط والمعايير والقيام بقياس الأداء فيها، وكما أعلم بأن من لم يجد له قبولا وخدمة في المدارس الحكومية يعطى قسيمة تتحمل الدولة التكاليف منه، ويحال إلى هذه المراكز. ومن المفترض على القطاع الأهلي الذي يعمل في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة أن يستفيد من الإجراءات والقوانين والضوابط والمعايير التي وضعتها الدولة في مجال التعليم والرعاية، والتي توثقها في نظام المعاقين في المملكة الذي غطى ما لك وما عليك، وكذلك هيئة ذوي الإعاقة الذي يجدد مسؤوليات الجهات التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم والصحة والتأهيل والتدريب والهيئة هدفها توحيد الجهود وهي هيئة مستقلة يعمل فيها ممثلو الجهات والأشخاص ذوو الإعاقة وأصحاب المراكز.
* هل يوجد لدينا في المملكة كفاءات سعودية قادرة أن تسد الحاجة في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة القديمة والحديثة؟
- أؤكد بأن هناك كفاءات من الرجال والنساء خريجي أقسام التربية الخاصة في الجامعات السعودية حاصلون على دبلومات والماجستير والدكتوراه في عدة مسارات، وأصبح لدينا اكتفاء بفضل من الله ثم بدعم الدولة ومساندتها لكل عمل خير يخدم إنسان هذا الوطن، ولا زال الابتعاث موجودا في التخصصات التي يحتاجها الوطن.. مشيراً إلى أن الشيء الذي يميز المملكة هو التوجه للاستثمار في الإنسان في كافة المجالات.
* هل أصبح عندنا اكتفاء ذاتي من خريجي الجامعات من تخصصات الإعاقات؟
- الدولة -رعاها الله- بذلت قصارى جهدها للحصول على أعداد كافية من الخريجين في التخصصات التي تعمل مع الفئات الخاصة، وبالفعل اكتفت وزارة التعليم في جميع الاحتياجات الخاصة القديمة مثل الإعاقة البصرية، والتربية الفكرية، ومجالات الصم، والإعاقة الحركية. أما الاحتياجات الخاصة الحديثة فلا زلنا في حاجة كبيرة لها مثل التوحد والانفصام والاضطراب وغيرها من الإعاقات الحديثة.
* انتقلت من التعليم إلى مجلس الشورى.. ماذا أضافت لك هذه النقلة؟ وماذا أعطيتهم؟
- مجلس الشورى يعتبر جامعة فيها كل التخصصات، وكما قال أحد الزملاء منى يعمل فيه دورة واحدة كأنما حصل على البكالوريوس، ودورة ثانية كأنما حصل على الماجستير، ودورة ثالثة كأنما حصل على الدكتوراه، واختياري للعمل في المجلس وسام على صدري، وأنا عملت رئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي على مدى ثلاث دورات، وقدمت من خلال هذه اللجنة العديد من الآراء التي تخدم العملية التعليمية ولم أغب يوماً من الأيام عن أعمال المجلس وجلساته، وأفتخر أنني أعطيت ما أستطيع عليه ونلت من المجلس الشيء الكثير، وعملي في المجلس من أفضل أيام حياتي، وقد أصدرت كتابا جديدا تحت مسمى جهود مجلس الشورى في مجال الإعاقة، وهو إصدار على نفقة المجلس.
* كيف ترى رؤية المملكة؟
- رؤية المملكة 2030 ببرامجها وأهدافها ومستهدفاتها ومؤشراتها هذه أعطتنا قفزات هائلة وسريعة معجزة حتى أصبحت المملكة تصنف في مقدمة الدول وتنافس أكثر الدول في كثير من المجالات.. خاصة البرامج التقنية.. والمملكة متفوقة وهذه نعمة من الله، ونحن نفتخر بها، كذلك هناك نقلة نوعية في سياسات المملكة الداخلية والخارجية وهي سياسات مشرّفة ومصدر فخر واعتزاز لنا كسعوديين ومحل احترام كثيراً من الشعب والمجتمع الدولي.
* كيف ترى القفزات الهائلة في المملكة من خلال متابعاتكم؟
- المملكة اليوم أصبحت في مصاف الدول العالمية.. وما حققته المملكة خلال السنوات الأخيرة الماضية كانت مذهلة وكبيرة ومعجزة وكثيراً من القرى والهجر تحولت إلى مدن ونحن نحمد الله ونشكره على هذه النعمة التي تنفرد بها المملكة على مستوى دول العالم. كما أن هناك عاملا مهما حرصت عليه المملكة وهو تطوير الخدمات في الحرمين الشريفين والاعتناء بالحجاج والمعتمرين وزيادة الطاقات الاستيعابية للتسهيل على الزائرين، وهذه خدمة للإسلام والمسلمين، وخدمة ضيوف الرحمن.
* ما هي التحديات التي ما زالت تواجهنا؟
- أي بلد ناجح لابد من وجود تحديات عنده.. خاصة رؤيتنا دخلت في منافسة مع الدول المتقدمة في كافة المجالات، وأصبحنا نقارع العالم وسائرون وبكل عزم على نقلة فريدة ننافس بها العالم.. وبالفعل قطعنا شوطاً كبيراً في رؤية المملكة قبل أن تنتهي.
* كيف تنظر إلى اللحمة الوطنية؟
- هي حب وانتماء وإخلاص وتفان، وهذه العوامل موجودة في أبناء هذا الوطن، وهذه اللحمة والمحبة لقيادتنا هي منذ أن توحدت هذه البلاد وستستمر بحول الله هذه اللحمة بيننا لمساندة ودعم وطننا وقيادتنا، وعلينا أن نزرع هذه اللحمة في أبنائنا، وهي مصدر فخر وقوتنا ونحن محسودون عليها.
* ماذا أعطاك الوطن؟
- الوطن أعطاني كل شيء ولم يبخل عليَّ بشيء.. وفر لي الأمن والأمان والاستقرار والتعليم.. أعطانا الوطن هذه القيادة الحكيمة التي نذرت نفسها لخدمة هذا الشعب.
* ماذا أعطيت أنت للوطن؟
- أنا اجتهدت ولم أعط وطني مثل ما أعطاني، ولكني أخلصت لوطني وقيادتي في المجالات التي عملت فيها.
* من هو مثلك الأعلى؟
- مثلي الأعلى الملك عبدالعزيز -رحمة الله عليه- لأنه وحد القلوب على لحمة واحدة.. وأخوة صادقة، ولم يكن ملكا عاديا.. بل ملك استثنائي.
* ومن هو قدوتك؟
- والدي ووالدتي قدوتي في الطفولة، وفي التعليم كان الأستاذ فهد الجوهر الذي علمني الانخراط في النشاط المدرسي ووقف بجانبي.