فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود
في ليلة من ليالينا التي حملنا فيها الجمل برسالته عبر العصور. وبدأ برحلته من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، إلى (إثراء) مركز الملك عبدالعزيز بالظهران، ونوَّخَ بنا هذه الليلة مختتماً ومنهياً رحلته في سنة الجمل، كما أناخ المغفور له الملك عبدالعزيز - طيب لله ثراه - جِماله في هذا الموقع بأبرق الرغامة منهياً رحلة التوحيد.
(ليان الثقافية) لها تاريخ وذكريات مع مركز الملك عبدالعزيز بأبرق الرغامة؛ فهو يوحدنا اليوم بعد أن كنا سنقيم فيه عام 1999م معرض (التوحيد) بمناسبة المئوية ولم يكن جاهزاً كمبنى آنذاك، فأقمنا المعرض بـ(بيت نصيف). ثم جاءت الاحتفائية بمكة المكرمة كأول عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2005م، وأقمنا معرض (مساجد تشدُّ إليها الرحال) كأول معرض وافتتاحية للمركز في بوابة الحرمين الشريفين.
وها نحن اليوم نحتفي بوجودكم، ومشاركتكم ليلتنا في رحلة سفر مع (سفينة صحرائنا) مبحرين معكم وبكم في ليلة من ليالي جدة درة عرائس البحر الأحمر، وفي هذا المكان التاريخي، عسى أن يرتقي ما نقدمه لهدفنا في (ليان الثقافية) من المساهمة والعمل على الحفاظ وإبراز تراثنا وثقافتنا وتاريخنا؛ خدمة لوطننا وإنسانه.
(ليان الثقافية) ليست جامعة للفن فقط، لكنها لتكوينه وإبداعه.
لقد تشرفت (ليان الثقافية) بأن كرمت في المعرض الأول (الجمل عبر العصور) بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض المغفور له - بإذن الله - الدكتور عبدالرحمن الأنصاري أبو الآثار السعودية. كما يشرف (ليان الثقافية) هذه الليلة تكريم أم الفنّ السعودي الراحلة صفية بن زقر رحمها المولى وأسكنها فسيح جنانه!
وباسم (ليان الثقافية) أشكر إمارة منطقة مكة المكرمة، وأخصّ أميرها الأمير خالد الفيصل الذي كرمنا بلوحته التي زينت الكتاب الموسوعي (الجمل عبر العصور). ولا أنسى أمانة مدينة جدة وأمينها.
الكتاب الموسوعي (الجمل عبر العصور) كان السبب في إقامة هذه المعارض، ونرجو من المولى - عزَّ وعلا - أن نوفق ونكمل رحلتنا على سفينة صحرائنا، مبحرين بمعرض الجمل عبر العصور ليوصل رسالة تاريخ وتراث وأصالة نابعة من جزيرتنا إلى العالم.