خالد بن حمد المالك
أعجبني تصريحه، وسرَّني كلامه، لأن ما قاله لم نعتد عليه من وزير، ولم نتعوَّد عليه من مسؤول قبله، وهو كلام مُلزم، والتزام قاطع، وهو اعتراف من سموه بتقصير غير موجود، وإدانة دون سند، ولكنه من باب البحث عن الكمال، والتميّز، والتوجه نحو ما هو أفضل، والتخطيط لجعل المملكة إضاءة ومضاءة بما لا منافس لها في هذا التطور.
* *
الأمير عبدالعزيز بن سلمان، عرفناه صريحاً وواضحاً، يتحدث بأسلوب جاذب، وأفكار تقدمية لتحقيق الجودة في العمل، هو هكذا في مؤتمرات الأوبك، وفي وزارة الطاقة، وفي شركة الكهرباء، وأينما كان موقعه من المسؤولية، ومع جميع ما بين يديه من صلاحيات أُسندت إليه من ولي الأمر.
* *
أمام مقدمي الخدمات في الكهرباء، وفي القطاعات المرتبطة بالطاقة، قال كلاماً كبيراً ومهماً وعظيماً، لكنه لم يكن مفاجئاً، أو خارج ما اعتدنا عليه من سموه، فهو لا يقبل بغير الكمال، ويتقبّل النقد ويضعه برنامجاً ملزماً عليه للإصلاح، على أساس أن كل مواطن له حصته الكبيرة في إبداء الرأي، والمشاركة في البناء.
* *
يقول وزير الطاقة عبدالعزيز بن سلمان: (أعدنا ترتيب أوضاعنا كوزارة وكمنظم، وأقولها بالعامية، قاعدين في حلق كل مقدمي الخدمات، سواء في الكهرباء، أو في القطاعات الأخرى المرتبطة بالطاقة)، ويواصل الكلام الجميل أمام الحضور: (أعدكم بأننا سنكون بالنسبة للمستهلك المدافع الأول عن حقوق هذا المستهلك بكل ما أوتينا من قوة)، أسألكم: هل هناك ما هو أجمل من هذا الكلام.
* *
إذاً فـ عبدالعزيز بن سلمان هو المدافع الأول عن المستهلك، وهذا الكلام لم يقله في الغرف المغلقة، وإنما قيّد هذه المسؤولية بشخصه - وبكل ما أُوتي من قوة- خلال افتتاح سموه فعاليات الدورة الـ(12) من مؤتمر الشبكات الذكية، والمعرض المصاحب له تحت شعار طاقة واستدامة، وهو مؤتمر مهم يبحث في أبرز التحديات لدمج مصادر الطاقة المتجدِّدة في الشبكة الكهربائية، وحلول كفاءة الطاقة، وأحدث التقنيات في مجال تخزين الطاقة.
* *
كلامه ليس للاستهلاك المحلي، وإنما هو وعد وعهد، ومسؤولية ملزمة، مع أن المملكة أمام تحول رقمي واسع في هذا القطاع، حيث تم تركيب أكثر من 11 مليون عداد ذكي منذ عام 2021م أسهمت في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتمكين المستهلكين من متابعة استهلاكهم بشكل لحظي، عبر تطبيقات ذكية، بما سوف يساعدهم على اتخاذ قرارات أكثر وعياً بشأن ترشيد استهلاك الكهرباء.
* *
لكن وزير الطاقة أمام هذا الكم من المعلومات التي تم الإفصاح عنها، لا يزال يرى أن هناك من الفرص ما ينبغي استثمارها واقتناصها لتكون منظومة الكهرباء في المملكة في غضون عام 2027م بمستوى يليق بسمعة هذا البلد ومواطنيه والمقيمين فيه، مشيراً إلى أن وزارة الطاقة سوف تنجز 40 % من شبكات التوزيع بحلول عام 2025م، وأنه تحقق حتى الآن 32 % من هذا الهدف، وأن الوزارة تعمل على إنشاء تسعة مراكز تحكم متقدِّمة بحلول عام 2026م مزوَّدة بتقنيات تتيح المراقبة الدقيقة لأنظمة الشبكة.
* *
وللتذكير فإن المملكة تعد الدولة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في هذا القطاع، وهناك جهود تُبذل لتعزيز استقرار وكفاءة الشبكة الوطنية، وهناك - والكلام لسموه- أربعة مراكز تحكم مناطقية، إلى جانب مركز وطني واحد، تتيح أنظمتها المتقدِّمة مراقبة وتشغيل الشبكة بكفاءة، بما يعزِّز أمن الشبكة الكهربائية ومرونتها.
* *
كل هذا الجهد والعمل يتم وفق برنامج مدروس، ويتزامن مع التطور الذي تشهده المملكة، في كل المجالات والقطاعات، وعلى مستوى مناطق المملكة كلها، وعبدالعزيز بن سلمان أمام كل هذا يتحول إلى محام عن المستهلكين، ويعدهم - بصريح العبارة- بأنه سيكون المدافع الأول عنهم، بل -وبكل ما أُوتي من قوة- متى ما كان هناك تقصير في تقديم الخدمة المناسبة لهم، وهكذا يكون المسؤول، المؤتمن على خدمة الناس، وتحقيق طلباتهم، شكراً سمو الأمير.