رسيني الرسيني
رياضيًا، يتوج ببطولة كأس العالم الفائز بنتيجة المباراة النهائية بعد إطلاق صافرة الحكم. أما اقتصاديًا، يتوج بها المنظِّم للبطولة، وهو ما توجت به المملكة بعدما أدار رئيس الفيفا البطاقة أمام الشاشات وقالها مبتسمًا: «Saudi Arabia»، ومن ثم باللغة العربية قال: «مبروك، مبروك». أما الهدف الأجمل في البطولة، هو استضافة هذا الحدث الكبير ببلد واحد دون مشاركة دول أخرى، هدف بجملة تكتيكية يدل على لياقة المملكة العالية باستضافة الأحداث العالمية.
المملكة ستكون أول دولة في تاريخ البطولة تستضيفها بمفردها بمشاركة 48 منتخبًا وطنيًا، ومن المؤكد أن استضافة هذا الحدث الكبير، سينعكس إيجابيًا على عدة قطاعات أبرزها قطاع السياحة والتشييد والبناء والأعمال اللوجستية والنقل والفنادق وغيرها بتحقيق عوائد كبيرة خلال البطولة. ففي التجارب السابقة لاستضافة آخر خمس بطولات لكأس العالم، حققت الدول المستضيفة مبالغ ما بين 14 مليار دولار كما حدث في مونديال ألمانيا 2006م و17 مليار دولار كما حصدته قطر في مونديال 2022م وذلك وفق تقرير نشرته شركة «Strategic Gears».
أما التكاليف التي تكبدتها الدول المستضيفة فلن أخوض فيها وذلك لتفاوت الأرقام لأسباب مختلفة بين طبيعة الدول، كما أن الفائدة الاقتصادية لا تنحصر فقط أثناء إقامة البطولة فحسب، فالأرقام المذكورة أعلاه تعكس العام التي أقيمت به البطولة فقط، بينما المنافع الاقتصادية الأخرى تكون قبل البطولة - 10 سنوات تقريبًا - وما بعد البطولة - بسنوات عديدة - بما يعزز النمو الاقتصادي والسياحي بشكل مستدام، وتوفير بنية تحتية تستطيع الدولة من خلالها استضافة العديد من المحافل العالمية الأخرى.
ما يميز استضافة المملكة اقتصاديًا، أن هذا الحدث يأتي بشكل متوافق مع استراتيجيتها (مستهدفات رؤية 2030)، خاصةً فيما يتعلق بتنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز مكانة المملكة كوجهة رياضية وسياحية عالمية، بالإضافة إلى تمكين القطاعات الواعدة، وتعزيز جذب الاستثمارات، وتحفيز الصناعات، ورفع نسبة المحتوى المحلي والصادرات غير النفطية، كما سيساهم في تعزيز دور القطاع الخاص لزيادة مساهمته في المشاريع الاستثمارية وتوفير آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة استعدادًا للمونديال الأكبر في تاريخ اللعبة.
حسنًا، ثم ماذا؟
مبروك لبطل العالم 2034، بطولة مستحقة يدعو بها العالم لزيارة أرض المملكة للتعرف أكثر على أعظم قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين.