بدر الروقي
دخلت مع أحد الإخوة في نقاش احتد فيه الرأي، وطال معه الحديث، ولأنه نقاش (مقارنات) لم يقتنع أحدنا برأي صاحبه، وما هي إلا أيام حتى دار بيني وبين آخر نقاش لم يكن أقل حدة من سالفه ولو أنه في مجال بعيد عن الأول إلا أنه وافقه من حيث النهاية التي جعلت كلانا يتشبث بقناعاته، ويتمسك بمبرراته.
تكررت معي هذه القضية بالرغم من اختلاف الأشخاص، وتغير المواضيع، وتباعد الأوقات! تيقنت حينها أن المقارنات هي أول أركان الجدل، وهي المسافة التي لا تقطع برأي ولو كانت حجتك مطية رشيقة.
الذين يجلسون في الضفة الأخرى، أو الجهة المقابلة لوجهة نظري هم يمثلون شريحة كبيرة من مجتمع سعودي بل خليجي ترسخت في أذهانهم فكرة أن الماضي أقوى، والتعويض بعده يصعب؛ وهذه جبلة نشأت دواخلنا لقصد أو لآخر، وقد تكون للذكريات أثر في عدم محو الماضي بما حمل ولو كان الجديد أثرى وأنجع.
هؤلاء انطوت لديهم فكرة التجديد، وتلاشت عندهم عوالم التحديث، ومواكبة التطور؛ فعلى سبيل - المثال - لا الحصر ماجد عبدالله النجم الذي لا نختلف على موهبته هل سيبقى الرقم الأول في عالمنا الرياضي؟
بالطبع لا!
فالأرقام والبطولات والأولويات هي المؤشر الحقيقي وليس ما رسخ في عقول الناس وقادتهم تجاهه العاطفة والميول والتغني بالماضي.
ومثال آخر وفي عالم شعر الحماسة والمنبر خلف بن هذال هل بات من الإعجاز أن يكون له خليفة في هذا الفن؟
لا أعتقد أن هذا الرأي فيه رجاحة؛ لأنه يطفئ وهج الآخرين، بل إنه يضعف لدينا إدارك الموهوبين، ويعطل العقل الإبداعي الذي وجد لاكتشاف المميزين.
ختاما: عليك ألا تسلم عقلك لفتنة الماضي ولو كان جميلا فهذا بحد ذاته يجعلك لا تبصر القادم ولو كان أجمل!