د. سعيد بن محمد المليص
أبو علي؛ هكذا عرفناه بلا ألقاب؛ فالشفافية التي كان يتمتع بها وقربه من الناس أزالت كل الحواجز التي قد تقف بينه وبينهم، عرفناه مُنكِراً لذاته مُتفانياً في خدمة وطنه.
ماذا أقول عن عبدالله النعيم هذه الشخصية الفذّة التي تبنّاها سلمان بن عبدالعزيز فبنى معه أحدث عواصم العالم وحديثه وأكثرها تطورا، حتى أصبحت بحق «معجزة فوق الرمال».
عرفنا فيه إنكار الذات، وعرفنا فيه التفاني في خدمة الوطن في كل المناصب التي تبناها؛ سواء في التعليم الجامعي أو العام أو البلديات.
عبدالله النعيم نذر نفسه للوطن منذ كان في دروب عنيزة حتى وصل إلى الرياض، لم تُلهه المناصب ولا بريقها عن العمل الجاد المتقن؛ فقد تعلم في مدرسة الحزم التي يتفيأ ظلالها أن يقف في وجه الكثير من الاجتهادات التي لا تناسب توجهه الوطني الصادق، يصدع بكلمة الحق، ولا تأخذه في وطنه لومة لائم، لقد عاش الأمين النعيم شامخاً إلى أن استحب فيه ربه وهو لايزال ينعم بأمانته وشموخه.
إنني أتقدم بالعزاء الصادق إلى قائد هذه الأمة وزعيمها سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي فقد أحد رجاله المخلصين؛ وإلى سمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، ويمتد العزاء لأبناء الوطن الذي فقد جهبذا من جهابذته الصادقين المخلصين، وعزائي إلى كل زاوية في مدينة الرياض التي شهدت بإخلاص ووفاء هذا الرجل، وإلى كل طرقات عنيزة التي سار فيها -رحمه الله- إلى أن يصل العزاء بيته بكافة أسرته يتقدمهم نجله المهندس علي بن عبدالله النعيم، ولا نقول بين يدي هذا الحزن إلا ما يُرضي ربنا: رحم الله فقيدنا.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).