فاطمة الصباح
فقدتُ الوقت الذي كنتُ أستبيحه لنفسي، لنلتقي.. أنا.. والحرف.. والورقة.. أعلم أن هذا ليس عذرًا، لكنه شعور يرافقني.
ثلاثة أصدقاء دائمًا معي، يشغلون مساحة خاصة في عالمي.. أحببت صحبتهم، وأجد معهم سعادة مختلفة لا أريد أن أتناساها أو أسمح لها بالتحليق بعيدًا في سماء لا تمطر فرحًا أو إلهامًا.
أحيانًا، ينبغي أن نخلق لأنفسنا الوقت رغم كل شيء هنا.. أنا على بعد آلاف الأمتار عن الأرض، في السماء، حيث الليل يحتضنني بهدوئه.. الفكرة والحرف
أتيا مسرعين، وكأنهما كانا ينتظران الانفراد بي، كي نتعانق بذات الشوق.
كانت نوال الكويتية تغني «مكانك مبين»..
لا أعلم لماذا حفَّزت شعوري على استحضار الحرف!
ربما لأن الحرف يعرف شوقي إليه، فانْتَهَزَ الفرصة، وانفرد بي.
إليكم -قرائي الأعزاء- أطرح سؤالًا:
متى تلتقون أنتم مع الحرف؟
متى تغوصون في بحور الأفكار والكلمات؟
متى تقولون «مكانك مبين» لأرواحكم؟
لعلكم تبتسمون الآن، وتسجلون إجابات مختلفة في ذاكرتكم، قد يرتبط كل سؤال بشخصية.. موقف.. أو حرف، لكن الأجمل أن تسجلوها في تلك الأوراق التي تنتظركم بشغف.. بصحبة قلمكم وأفكاركم التي ترافقكم في كل مرحلة تمرون بها.
جدًّا سعيدة وأنا أكتب الآن؛ لأنني استطعْتُ أن أعيد لقلبي ما يحب.. تركت لأصابعي حرية عزف الحروف على لوحة جوالي، وعلى متن طائرة.. الإنصات إلى العزلة هنا تجربة لا توصف.
الكتابة هي حضور باهر للفكرة، ننثرها على الورق.. لنتنفس ونكتشف المجهول.. فنكون كلانا في ضيافة متعة الحرف.. شعرت بالحماس يدغدغ فكري وقلمي وأصابع يدي.. كشركاء في الإبداع!
لا تخلو حياتنا من الأساليب المحببة لنا، وكلٌّ سوف يتخذُ أسلوبًا في حياته، يعشق كيفية إدارته بما يسعده.
فليكن لك أسلوبٌ في الكتابة يستهويك، وإذا ما أتيحت لك الفرصة لا تتردد في معانقتها..
الآن، وأنا أحسب الدقائق للوصول إلى أرض الورد، أستعد لإتمام التدقيق والفحص اللغوي والإملائي، وأرتب نشر هذا الهطول.
من تظنون أنه الملهم في هذا المنثور؟
الليل؟
أم الطائرة؟
أم نوال الكويتية؟
أم العزلة على متن الطائرة؟
أم احتشدت تلك الجيوش لخوض معركة لا خاسر فيها؟
- كنتُ معكم.. وعلى متن طائرة..
عانقتُ الحرف وتلاقينا بشوق!
لعل تلاقينا راق لكم!
قولوا لي.