سليمان الجعيلان
صحيح أن المدير الرياضي برابطة الدوري السعودي للمحترفين مايكل إيمناليو تبنى وتمنى أن يواجه الهلال التحديات لأنه في صالح الدوري كما يظن، ولكن هذا لا يعني أن يتعرض لاعبو الهلال للتدخلات القوية والمخاشنات العنيفة وتعرضهم للإصابات المؤلمة والغيابات الطويلة وسط صمت من لجنتي الحكام والانضباط والأخلاق!
وصحيح أن رئيس لجنة الحكام نافارو نفى وفند بيان إدارة نادي الشباب التضليلي، بل والتحريضي ضد الهلال، بأن قرارات حكم مباراة الهلال والشباب أثرت على نتيجة المباراة كما زعمت إدارة نادي الشباب، وأنه -أي نافارو- صرح وأوضح صحة ودقة الوقت بدل الضائع في مباراة الهلال أمام الرائد، وليس كما ادّعى مدرب الرائد بأنه غير صحيح فقط لأن الهلال سجل هدف الانتصار في الدقيقة الأخيرة من وقت بدل الضائع، ولكن هذا لا يعني أن يتجاهل رئيس لجنة الحكام هذه التدخلات العنيفة والمخاشنات المتعمدة التي بدأت تتنامى وتتكاثر، مستغلة ومستفيدة من ضعف قرارات وعقوبات بعض الحكام وسط صمت من رئيس لجنة الحكام وسكوت من لجنة الانضباط والأخلاق!
وصحيح أن رئيس نادي الهلال فهد بن نافل ظهر غاضباً وعصبياً عقب مباراة الهلال والرائد، وامتعض واعترض لأول مرة منذ توليه رئاسة نادي الهلال على تساهل وتهاون حكم المباراة مع الإصابة القوية التي تعرض لها سالم الدوسري في هذه المباراة، وكيف أن الحكام وغرفة الفار تعاملوا معها بعدم مسؤولية، بل وبعدم إنسانية، لأنهم لم يعودوا لتقنية الفار لمشاهدة تلك اللقطة الخطرة في الدخول العنيف من مدافع الرائد برأسه على وجه سالم الدوسري والتي أفقدته وعيه وكلَّفته كسراً في وجهه، ولكن هذا لا يعني عدم التعامل مع ردة فعل رئيس نادي الهلال المنطقية وتجاهل نفس الفعل وهو فشل طاقم حكام المباراة في أهم مهامهم ومسؤولياتهم، وهي المحافظة على سلامة اللاعبين وسط صمت من رئيس لجنة الحكام وسكوت من لجنة الانضباط والأخلاق!
وأخيراً، صحيح أن كرة القدم هي لعبة الالتحامات ومن الطبيعي أن يحدث فيها إصابات، ولكن ليس بهذه الطريقة العنيفة التي توحي بأنها متعمدة في تطبيق عملي وفعلي للتحديات التي ستواجه فريق الهلال كما حصل مع قائد الهلال سالم الدوسري في تعرضه لمخاشنات قوية وإصابات مؤلمة في ظرف (4) جولات فقط دون قرار رادع ومانع من لجنتي الحكام والانضباط والأخلاق كما يحصل في الدوريات الأوروبية، في تغليظ القرارات والعقوبات ضد اللاعبين الذين يتسببون بإيذاء المنافسين!
وعلى كل حال، من المعيب والمخجل أن القيادة الرياضية تبذل كل جهودها لمحاكاة الاتحادات الأوروبية في التنظيم الإداري والعمل الاحترافي، بينما بعض اللجان في المنظومة الرياضية ما زالت عاجزة عن مواكبة هذه التطورات التي تعيشها الرياضة السعودية، ولذلك أعتقد أنه أصبح من الضروري مساءلة ومحاسبة رؤساء وأعضاء هذه اللجان التي فشلت في أهم مهامها ومسؤولياتها، وهي المحافظة على سلامة اللاعبين، لا أقول بالاختراعات والقفز على اللوائح والأنظمة، لكن على الأقل باستنساخ قوة القرارات وصرامة العقوبات في الدوريات الأوروبية لوضع حد للتدخلات العنيفة والمخاشنات المتعمدة التي بدأت تتنامى وتتكاثر مستغلة ومستفيدة من ضعف قرارات وعقوبات بعض الحكام وهذه اللجان، والضحية بكل تأكيد المنتخب السعودي الذي خسر سالم الدوسري قائده وأهم لاعبيه في أهم مبارياته القارية، ومشاركته الإقليمية القادمة في بطولة الخليج، ومع ذلك لم تحرك لجنتا الحكام والانضباط والأخلاق ساكناً بكل أسف!
السطر الأخير
تحقق الواقع وأصبح تنظيم المملكة لمونديال 2034 حقيقة على أرض الواقع بفضل عرَّاب هذا الإنجاز التاريخي وصانع هذا الإعجاز الرياضي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أصبح نموذجاً ورمزاً لمعنى النجاح وتحقيق التطلعات والمستهدفات مهما كانت المعوقات والعقبات، ولذلك غير مستغرب أن يتجاوب العالم مع إدارة وإرادة سموه الكريم ويعلن «الفيفا» بشكل رسمي أن المملكة العربية السعودية بقيادتها وشعبها هي الأقدر والأجدر باستضافة (48) منتخباً في نهائيات كأس العالم! نقطة آخر السطر.