منى السعدي
في كل يوم وربما في كل ساعة نتخذ العديد من القرارات سواءً كانت بسيطة أو مصيرية، والإنسان بطبيعته لا يمكنه الإقدام على فعل أمر دون وجود قناعة أو سبب يدفعه للقيام بشيء ما، ويمكننا تعريف القرار بأنه « التعرف على البدائل والخيارات المتاحة لاختيار الأنسب والأمثل من بينها في حدود الوقت المتاح، ومن ثم اختيار إحدى هذه البدائل».
البعض منا يتساءل ما الذي يجعله يتردد في اتخاذه القرار؟ وما هو الفرق بين صناعة القرار واتخاذ القرار؟
الكثير يعجز عن التوصل إلى قرار لمجرد خوفنا من ارتكاب خطأ، ولكن القلق الناتج عن التردد أو الخوف أحيانا أشد ألما من ارتكاب الخطأ بحد ذاته، فاتخاذك القرار أفضل من عدمه، لأنه يكسبك الجرأة والشجاعة فإن أخطأت فالخطأ تجربة جديدة لك وقبل أخذك أي قرار اجمع كل ما تحتاج إليه من معلومات، واستشر ممن لديهم خبرة ومعرفة حتى تجمع عقولا إلى عقلك، فقد نتجاهل الحقائق الأساسية التي من الممكن أن تؤدي إلى تغيير القرار، أو في طريقة تنفيذه والاستشارة عامل هام في وضعك على الاتجاه الصحيح.
تتجلى أهمية اتخاذ القرار في مختلف جوانب الحياة، فالأفراد في مناصب قيادية يحتاجون إلى اتخاذ قرارات استراتيجية تؤثر على مستقبل الجهات التي يديرونها. كما أن القرارات الشخصية، مثل اختيار التخصص الدراسي أو الوظيفة، تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل حياة الفرد وتحقيق أهدافه. وبالتالي، فإن اتخاذ القرارات الجيدة يسهم في تحسين جودة الكفاءة وزيادة الفرص.
إن صناعة القرار واتخاذ القرار غرضهم واحد ألا وهو الوصول إلى أفضل الحلول، ولكن ثمة اختلاف بينهم ونقصد بصناعة القرار هي الخطوات المنطقية التي تسبق القرار وتكون أحد مدخلاته قبل تنفيذه في الواقع تبدأ من تحديد المشكلة وتنتهي بالتوصل إلى القرار الصائب بما يتناسب مع الأهداف المنشودة، أما اتخاذ القرار فهي عملية اختيار بديل من بين العديد من البدائل لتحقيق أهداف معينة.
وفي الختام، على الفرد أن يتخذ القرار بكل قوة ووضوح لأن ما تفعله اليوم وكل يوم يغير من أفكارك وحياتك بل المجتمع والعالم بأسره، ولا يقتصر تأثيره عليك فقط بل يؤثر على كل من حولك، وقد يكون إما لصناعة تغيير جديد في حياتك، أو لمواجهة مشكلة من المشاكل.