حمّاد بن حامد السالمي
على المستوى الشخصي، كنت من المعجبين بمجلة العربي والحريصين على اقتنائها وقراءتها منذ أيام الدراسة الأولى في المرحلة المتوسطة. من خلالها، عرفت الكثير عن مناطق ومدن عديدة على امتداد الوطن العربي، وتابعت ما كان يكتبه رئيس تحريرها الأسبق أحمد زكي، ثم الرميحي، وهكذا حتى بدأت في البحث عن أعدادها الأولى التي سبقتني. كوّنت مكتبة تضم أعدادًا من مجلة العربي، إلى جانب مجلات أخرى مثل الفيصل، والعرب، والمجلة العربية، وغيرها.
حقيقةً، كانت الإصدارات التي تصلنا من الكويت، وفي مقدمتها مجلة العربي، والنهضة، وغيرهما، تشكل نافذة ثقافية لرواد المعرفة والأدباء والشعراء المتابعين لها، خاصة أن كثيرًا منهم -وأنا أحدهم- تتلمذنا على تلك الطروحات الأدبية والأقلام الجادة التي ظهرت في هذه المجلات، وعكست مختلف التيارات الفكرية والثقافية في بلدانها، سواء في الخليج العربي، أو مصر، أو شمال أفريقيا، أو الشام، أو العراق، وحتى في المهاجر التي تضم أصواتًا شعرية وأدبية عربية المنشأ.
لقد تأثرت بمجلة العربي خصيصًا، وكتبت لها خاطرة نُشرت لي عام 1970م، حين كنت في الصف الأول الثانوي.