د.عبدالعزيز بن سعود العمر
كل جهود تطوير التعليم في الدنيا، سواء على مستوى السياسات التعليمية، أو على مستوى خطط التطوير والتدريب يفترض أن تؤول محصلتها جميعاً في النهاية إلى الرقي بجودة ونوعية ما يجري فعلاً من تعليم داخل المدرسة، وتحديداً ما يكتسبه الطلاب من معرفة ومهارات وقيم، ولكن مع تعاظم وتنامي التقدم التقني المعلوماتي، ومع التنامي المذهل في المعارف الإنسانية، ومع التوافر المهول للمعارف الإنسانية، ومع سهولة وصول الطلاب إليها، وجد التربويون أنفسهم يصطدمون بالسؤال التالي: ماذا عسانا أن نختار ونقدمه لطلابنا من معرفة ومهارات وسط هذه الجبال من المعرفة، ووسط هذا المحيط الهادر من المهارات والتقنيات المتجددة التي تمسح اليوم كوكب الأرض.
في مثل هذا المناخ المتفجر معرفياً وتقنياً وجد التربويون أنفسهم في حيرة، ماذا عساهم أن يختاروا من معرفه ومهارات ليضمنوه في المنهج المدرسي، هنا يقرر التربويون أن الضابط الأهم في هذا الشأن هو ما يحققه المنهج للطالب من منفعة وفائدة في معاشهم اليومي، ولكن ما هو معيار المنفعة هنا؟
المنفعة تتحدد هنا بقدرة هذه المعرفة على مساعدة الطالب على حل مشكلاته الآنية الحاضرة، وليس فقط مشكلاته المتوقع أن يواجهها مستقبلا، وهذا يتطلب أن يحدد التربويون طبيعة المشكلات التي يواجهها الجيل الحالي في كل مرحلة عمرية، وأن يقدموا الحلول الناجعة لتلك المشكلات، وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب أن يكسبه التربويون اليوم.