هادي بن شرجاب المحامض
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، أكدت المملكة العربية السعودية التزامها بدعم الشعب السوري في نضاله ضد نظام بشار الأسد. هذا الدعم لم يكن مجرد استجابة ظرفية، بل موقف مبدئي راسخ يعكس القيم الأخلاقية والإنسانية التي تتبناها المملكة في سياستها الداخلية والخارجية. وقد تنوعت أشكال الدعم السعودي بين المواقف السياسية المؤثرة، والتحركات الدبلوماسية، والمساعدات الاقتصادية والإنسانية التي شملت السوريين داخل المملكة وخارجها. مع تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، استمرت المملكة في تكثيف جهودها لدعم الشعب السوري. شهد عهده إطلاق مبادرات إنسانية ضخمة شملت إنشاء جسور جوية وبرية لإيصال المساعدات إلى السوريين في الداخل والخارج. كما ركزت جهوده على تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، وضمان حياة كريمة للسوريين المقيمين داخل المملكة.
برز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كداعم قوي لحل الأزمة السورية من خلال مبادرات سياسية وإنسانية. تحت قيادته، استمرت المملكة في تقديم المساعدات الإغاثية، مع التركيز على تحسين أوضاع السوريين المتأثرين بالأزمة. كما وجه دعوات متكررة لتحقيق الاستقرار في سوريا عبر حلول سياسية مستدامة.
كان الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية الراحل، من أبرز الأصوات الدولية المدافعة عن قضية الشعب السوري. في المؤتمرات الإقليمية والدولية، أكد بشكل مستمر أن نظام الأسد فقد شرعيته بسبب الجرائم التي ارتكبها. وبكلماته الحاسمة، أوضح أن المملكة لن تقبل باستمرار القتل والتدمير، داعياً إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري.
منذ بداية الأزمة السورية، قدمت المملكة دعماً استثنائياً للسوريين شمل مختلف الجوانب:
داخل المملكة
- استضافة أكثر من 3 ملايين سوري يعيشون كمقيمين، مع منحهم حقوقاً مساوية للمواطنين.
- خدمات صحية مجانية شاملة للسوريين في المستشفيات الحكومية.
- التعليم المجاني لأكثر من 150 ألف طالب سوري في المدارس والجامعات السعودية.
- تجديد الإقامات مجاناً، مع تيسير فرص العمل.
- السكن الكريم: يعيش السوريون في منازل عوضاً عن المخيمات، ما يضمن حياة كريمة.
- تكفل المملكة سنوياً بحج 4000 حاج سوري على نفقة خادم الحرمين الشريفين.
المساعدات الإنسانية الخارجية
- 7.3 مليار دولار مساعدات مالية وإغاثية للسوريين.
- إنشاء جسور جوية وبرية للإغاثة تشمل مواد غذائية، ملابس شتوية، وقسائم شرائية.
- إرسال بعثات طبية لمعالجة الأطفال السوريين من الأمراض، بالإضافة إلى مبادرات خاصة لعلاج المصابين جراء الزلازل.
- تقديم الدعم المباشر للاجئين السوريين في الأردن ولبنان، بما في ذلك تمويل المخيمات وتوفير الاحتياجات الأساسية.
- فتح الحدود لاستقبال اللاجئين السوريين دون شروط.
- تصحيح أوضاع الإقامة فوراً لتسهيل حياة السوريين داخل المملكة.
- مئات المبادرات الإنسانية التي أطلقتها المؤسسات الحكومية والخيرية لدعم السوريين في الداخل والخارج.
على الصعيد السياسي، عملت المملكة على دعم القضية السورية في المحافل الدولية:
- دعم وحدة سوريا واستقلالها، ورفض التدخلات الأجنبية التي تهدد سيادتها.
- المخاطرة بالمصالح الدولية للدفاع عن حقوق الشعب السوري وكرامته.
إن مواقف المملكة العربية السعودية تجاه الشعب السوري تعكس نهجاً ثابتاً يضع القيم الإنسانية والإسلامية في المقدمة.
بين الدعم الإنساني السخي والمواقف السياسية الواضحة، أثبتت المملكة أنها شريك حقيقي للشعب السوري في نضاله ومعاناته، مقدمة نموذجاً يحتذى به في نصرة القضايا العادلة وتحمل المسؤولية تجاه الإنسانية.