عبدالمحسن بن علي المطلق
العنوان.. اعتدنا سلفا سماع جملة عودة الأبناء إليها، لكن خارج المألوف بل مفارقة أن تكون هي العائدة..!
فهذه حالة تولّدت من هالة، أو هول أحداث كما تمرّ بالأم آلام مخاضٍ (والله أعلم) هي سبب مما يكون للمولود قدر وشأن عند أُمه، وإلا فقاعدة ما أتى بسهولة يسهل التفريط فيه..، هي المآل..
المهم طال المخاض عقد من السنين أو يزيد قليلا، قبل أن تصير (..والأمور لها مصائر) أطال الزمان أو قصر..، فسارت ذاك الدرب الطويل حتى بلغت ولم تكلّ..
ومن الحتميات هنا.. أن/
كل مسافر سيعود يوما
إذا رُزق السلامة والإيابا
ولعلنا نستدرج من حيث لا يعلم الرقيب جُملة (مُدمن قرع للأبواب أن يلجأ)
فإفاقة أُمة من سُباتٍ ماديّ
ناهز الستين سنةً من عمرها.. رزحت عليها، ليس باليسير، حتى إن تصوّره البعيد عن المحاكاة ليس كذلك، ولا غرو (فكل لديه الحلّ طالما المشكلة ليست قضيّته)، وكم ممن ينظّر عليك - بالمناسبة- في تقريب حلول لهمومك، فيما همومه قد تكون أقل منها.. وليس لديه - لها- حلول!
وإلا فالمحاولات كثيرة دُفع بعض الثمن - من تضحيات - لكنها لم تطل الغرض، ولم تبلغ ذروة المرام، لكن بفضل الله حين أذن، وقد صحب إلحاحٍ حلّ القفل، فحلّ ما كادت تترنّم (أنورت بقدومك الدار.. يا غالي)
و.. على كلّ، فتلك قضية أهلها
أما نحن فإنه وقد حُقّ علينا أن نطرب.. معهم، نشاركهم أفراحهم بعد والحمد لله شاطرت بلادي السعودية.. من أيام «سعود الفيصل» رحمه الله كثيرا من أتراح ما نابهم، ولا غرابة..
فـ(المؤمن لأخيه كالبنيان يشدّ بعضه بعضا)، فلا مزايدةً حين يتكئ كل جدار على الآخر..
نعم، ندع تلكم لأهلها يحدثون وبالتاريخ يسطّرون، فيما لنا أن نبثّ من المشاعر ما جاشت حبا لأهلها وليس بكثير..
وفي مقدّمة أولئك الركب مقام أُمي ((السماح كلّه)) أم أختي نورة، لأُزجي كلماتي التوالي، واللاتي إن هن إلا نوع من الـ»هدية» لها طي تلك التباشير..
وأما ما هو حب لها ذاتها -كديار..- فهو ما أُوقف هذه السطور لها/
أعيدا نرى؟، أم زمانا جديدا
أم نورٌ لدمشق أُعيدا
نعم، فاليوم سوريا لها بُعد جمالٍ يُرى.. هو خلاف ما اعتدنا
لأن الشام هي الروض الخصيب، والحبيب الرطيب والجو الوثير، والمقام الأثير..
ويا كلام المجد في الكتب أعبر، ومن ثمّ عني عبّر، فأحسب أن كأن/
قبلك التاريخ في ظلمة..
بعدك استولى على الشهبِ
لكن الآن دمشق (العروس) تزفّ لأهلها..
وأحبابها، ودنيا أُخرى، بالغالب وبإذن الله تؤول لخلاف ما كان حالها من سالفٍ..
فـ«اليوم ..» وفي فجرياته.. تحديدا (الأحد 7/ 7/ 1446هـ) نصر لمع سيفه، وفتح لاح برقه، وروح وريحان تتجاذب قلب كل وآلهٍ لينتشي فيطرب من قِبل عبقها المتوهّج.. بي، وبكل نشوان..
فمن الغوطة مضى سيره معطّرا ومن الهامة استادر ليطلّ من قاسيون، كما وماج بعين الفيجة ناهلا، ثم من بردى مرتويا، وزاحف لسبع بحرات ممطرا.. متبخترا
وهو بين هذا وذاك سارب بين تلكم الروابي يتمخطر كالطاووس من عنق إنجازه مطاولا..
لم ولن أستطيع احتباس المشاعر، بالذات وهي تلتقط أُنسها مما شرحه «سعيد عقل»..
وأنا لو رُحت استرضي الشذا
لانثنى لبنانُ عطرا ياشام
ختم..
لكم بخاصة سوريا وذووها.. ألا فـ(استكْثِرُوا من الحمد، فإنّ الذمَّ قلَّ من ينجُو منه) -يزيد بن المهلب.