سلطان مصلح مسلط الحارثي
من المفترض أن يكون الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، قد أعلن مساء البارحة عن استضافة المملكة لكأس العالم 2034 بشكل رسمي، وبهذا تكون السعودية هي البلد الوحيد الذي سيستضيف كأس العالم بشكله الحالي بوجود 48 منتخباً، بعد أن قُرِّر حق استضافة كأس العالم 2026 و2030 لستة بلدان، ولكن ثقة «فيفا» في قدرات وإمكانيات السعودية، منحها حق الاستضافة منفردة، وهذا محل فخر لنا كشعب ينتمي لهذا الوطن المعطاء، برؤيته الثاقبة التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، لنعانق من خلالها أمجاد أصبح العالم يغبطنا عليها، ونستمر في تحقيق أحلامنا وتطلعاتنا وآمالنا.
كلاسيكو الريال والهلال
وضعت قرعة كأس العالم للأندية، ممثِّلنا فريق الهلال، في المجموعة الثامنة، بجانب ريال مدريد الإسباني وسالزبورغ النمساوي وباتشوكا المكسيكي، وبالنظر لمستويات الفرق وتاريخها، نستطيع أن نقول إن الهلال قادر على تجاوز دور المجموعات والذهاب لدور الـ16، وفي هذا الدور سينتظره مانشستر سيتي أو يوفنتوس، وهما من أكبر أندية أوروبا، وتجاوزهما صعب للغاية، ما لم يستشعر المسؤول الرياضي بقيمة مشاركة الهلال في ثاني أقوى محفل عالمي، ليدعم ممثِّلنا، حتى يستطيع مقارعة تلك الفرق، وتكون مشاركته مشرِّفة وإيجابية، وترفع من قيمة كرة القدم السعودية ومشروعها الرياضي، الذي أغاظ بعض الغربيين، وحاولوا تشويهه، ولكنه بفضل الله ثم بدعم القيادة السعودية، تمكَّن من الثبات، واستمررنا في نهضتنا الرياضية، والتي ستساهم مشاركة الهلال في المحفل العالمي بدعمها وترسيخها في ذهن المتلقي، فكأس العالم للأندية 2025، سيكون محط أنظار العالم، خاصة أنه يجمع أكبر الأندية وأقواها، ناهيك عن أنه يُقام في بلد يعتبر مهد وموطن الإعلام والإعلان، وهذا ما يجب أن نستغله لمصلحتنا، بتدعيم ممثِّل الوطن بكل ما نستطيع.
نعود لقرعة كأس العالم للأندية، ونقول إن المجتمع الرياضي الآسيوي والأوروبي تحديداً، والعالم بشكل عام، سينتظر اللقاء المرتقب ما بين الهلال وريال مدريد، والذي نستطيع أن نطلق عليه كلاسيكو «أوروآسيوي»، فالتشابه ما بين الفريقين كبير، فالريال هو زعيم أندية أوروبا، والهلال يعتبر زعيم أندية آسيا، والريال يعتبر النادي الملكي في إسبانيا، بموجب قرار ملكي إسباني، والهلال يعتبر النادي الملكي في السعودية بموجب قرار ملكي من الملك سعود -رحمه الله-، كما أن الهلال هو نادي القرن في آسيا، والريال هو نادي القرن في أوروبا، ويعتبر الريال والهلال، من أكثر الأندية على مستوى الشعبية، وإن كان الريال يتفوق بشعبيته على مستوى العالم.
عدة أمور يتشابه بها كبير أوروبا وكبير آسيا، لذلك نستطيع أن نطلق على اللقاءات التي تجمعهما بـ«الكلاسيكو»، وخصوصاً أنهما سبق وأن التقيا في نهائي نفس البطولة «كأس العالم للأندية»، حينها حقق الريال اللقب بعد أن انتصر بنتيجة 5-3، وفي المنافسة القادمة، سيلتقيان مجدداً، ولكن هذه المرة، الهلال مختلف، فالهلال الذي قابل الريال في نهائي كأس العالم 2022، كان يعاني من الإيقاف لفترتين، وكان بعض نجومه مصابين، وعلى الرغم من ذلك استطاع مجاراة الريال، فما بالكم وهو اليوم يضم نجوماً كباراً، وينتظر الدعم من قبل المسؤولين في القطاع الرياضي.
الشباب ينضم لقائمة الحلف
بإصداره بياناً موجهاً في المقام الأول لـ»شيطنة» نادي الهلال، يكون الشباب قد انضم رسمياً لقائمة «الحلف الثلاثي»، الذي أصدر الموسم الماضي ثلاثة بيانات في وقت واحد، ضد نادي الهلال، وإن كان بيان نادي الشباب يتوافق مع بيانات الأندية المتحالفة في «الهدف» إلا أن صياغة البيان الشبابي كان فيها ركاكة وهشاشة، ولغته الإعلامية ضعيفة، وجاء فيه اعترافات خطيرة، تم نفي بعضها من قِبل رئيس لجنة الحكام السويسري مانويل نافارو، والذي أكدت مصادر «الجزيرة» أن لجنته اعترفت بعدم صحة طرد مدافع فريق الهلال كوليبالي، ووجوب طرد لاعب الشباب مصعب الجوير، وبهذا يكون الهلال قد تضرَّر من الحكم التركي رغم انتصاره، ولكن الصراخ والعويل صدر من داخل البيت الشبابي، وهذا الأمر يذكِّرنا بالمثل الشعبي الشهير «ضربني وبكى وسبقني واشتكى».
تحت السطر
- بعد نهاية قرعة كأس العالم للأندية 2025، كتب الإعلامي المخضرم سعود العتيبي، نصاً فخماً، يليق بالهلال «ممثِّل الوطن»، ولا يجيد كتابته سوى من هم بقامة سعود الإعلامية والأدبية:
(« هلال، إن المجد لك، والعز لك، والزهو بك منك ولك، هلال، أنت الحب كل الحب لك، يا فخر وطنك وهلك، هلال، شرَّفت من أسسك وأهَلَك وشجعك ومن سار بك وسط الحلك ولدنيا الأمجاد أوصلك، هلال، يحق لك أن تتباهى بين عظماء الأمم بعظيم منزلتك وعلو منزلك، تستاهله.. يستاهلك.. ونستاهلك»).
- صمت إدارة نادي الشباب على جميع الأخطاء التي حدثت في بعض مبارياتها، وإصدارها لبيان ضد الهلال «اتضح لاحقاً أنه كيدي»، يضع المشجع الشبابي في حيرة من أمره، فهل تلك الإدارة حريصة على نادي الشباب، أم أنها حريصة على تعثّر الهلال؟