كلُّ التهانئ لا تكفيكِ يا شامُ
فحرةٌ أنتِ ما في الصّدق أوهامُ
عانيتِ مُرَّ الأسى من حكْمِ طاغيةٍ
لكن شعبَك عندَ الجِدِّ ضرغامُ
هم حرّروك و صاغوا منك أغنيةً
هم عطّروك وعطرُ الحبّ إكرامُ
أبيةٌ أنت والأحداثُ شاهدةٌ
عزيزةٌ أنت والأوغادُ أقزامُ
سترفعين شعاراتٍ لنا وُئدت
وترتقين ووجهٍ منك بسّامُ
فما أصابَك من قهْرٍ ومن نصَبٍ
يبقى به في ثراكِ السمح إلهامُ
فكم فقدت من الأبطالِ في حلبٍ
وكم فقدت بحمصٍ حينما قاموا
وكم تساقط في درعا ذوو شرفٍ
وكم تناوح أشياخ وأيتامُ
وفي حماة دماء أهدرت، فلها
من الثكالى جراحاتٌ وآلام
فهبّ فيك رجالٌ كلُّهم شَمَمٌ
أنّ العروبةَ في مجلاكِ إقدامُ
وأنك اليومَ بين العُرْبِ باهرةٌ
فمن شبابك صنديدٌ ومقدامُ
طال الزمانُ وكم أضنتك قسوته
فإنما النصر عند الله إنعامُ
فذا شبابُك بالآمالِ همّتُهم
وبالعزائمِ هم للعُرْبِ صمّامُ
ففيك كان صلاح الدين مؤتلقًا
فمنك تمضي بما أرساه أنسامُ
حَيّوا دمشقَ و حيّوا الشامَ قاطبةً
فقد تولَّى عن الأحبابِ إظلامُ
ولتفرحي فرحًا يا شامُ يطربنا
وخلّدي عَوْدَك الميمونِ يا شامُ
** **
- شعر: د . سالم بن محمد المالك