د. عيسى محمد العميري
قد يبدو عنوان مقالنا اليوم حلماً بعيد المنال في ظل ما يجري من مشاكل عالمية من حروب وصراعات بين الدول بعضها البعض وبين الجماعات فيما بينها. والأهم هو صعوبة حل تلك المشاكل والصراعات، وفي ظل تعدد الأهواء والغايات والأهداف وصعوبة تقاطع مصالح الدول الكبرى.
وبناء عليه، نقول بأن عدم توافق أو لنقل عدم التواصل بين الدول الكبرى لمصلحة هذا العالم الذي يعيشون فيه تبدو مستحيلة على الرغم من أنها تسير نحو الهاوية في ظل العديد من الظروف العالمية، وأهمها مشكلة التغيرات المناخية وأسلوب سوق النخاسة المتبع بين الدول الكبرى عبر الاتفاقات التي يعقدونها للمحافظة على المناخ ولا يلتزمون بها، والخاسر في هذه الممارسات الأجيال القادمة التي سوف تعاني كثيراً من تبعات التغيرات المناخية.
ومن ناحية أخرى، إذا أردنا أن نعرف ما يجري في هذا العالم فإننا يمكننا أن نفهم ما يجري من خلال وجود انقسامات بين الدول الكبرى، وهو الأمر الذي يجعل من حلم حل المشاكل العالمية أمراً مستحيلا فكل دولة تريد لها عالماً مناسباً وعلى قياسها، وهو الأمر الذي يتضارب مع نفس الرغبة لدى الدول الكبرى الأخرى، وبالتالي تستمر المشكلة على مر العقود والسنوات دون تغيير، بل تسوء الأمور في كثير من الأحيان وتصل في بعضها للتهديد باستخدام السلاح النووي الشامل مثلما حصل مؤخراً من خلال روسيا عندما قام الرئيسي الروسي بوتين بتغيير العقيدة النووية، كما أسماهاً في التعامل الجديد الذي طرأ في حربه ضد أوكرانيا، عندما استخدمت أوكرانيا ضدها صواريخ متطورة جداً تلقتها من الغرب، وأخذت الإذن لاستخدامها ضدها وهو الأمر الخطير.
إن الحاجة اليوم لقرار شجاع من قبل الدول الكبرى للوقوف على التنسيق فيما بينها لحل مشاكل العالم أجمع على أساس نفوذ كل دولة منها على الدول التي تسبح في فلكها أو لنقل تتلقى دعمها كل حسب موقعه.
هذا إذا ما وجدت النية لدى زعماء الدول الكبرى لإنقاذ هذا العالم الذي يعيش فيه الجميع دون تمييز. وبعيدا عن أي اقتراحات غير بناءة وخصوصا اقتراح الرئيس الفرنسي في اجتماع مجموعة العشرين الأخير الذي يقترح ادخال صوتين آخرين للأمم المتحدة من إفريقيا وأمريكا الجنوبية. إن المطلوب إعادة هيكلة لنظم الأمم المتحدة وفقا للظروف والمتغيرات الدولية الحالية، والتي تغيرت منذ إنشاء الأمم المتحدة قبل 70 عاماً. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي