خالد بن عبدالرحمن الذييب
ظهر مصطلح الأهداف الذكية عام 1981م على يد جروج دوران في مقال بمجلة «مراجعة الإدارة» ناقش فيه طريقة تحديد الأهداف وأهميتها، وتوصل فيه إلى (5) معايير أساسية لتحديد الهدف الذكي، وهي أن يكون محدداً بنطاق معين (Specific) ويمكن قياسه (Measurable)، ويمكن تحقيقه (Achievable)، وواقعي (Realistic)، ومحدد بوقت (Timely)، وصادف أن كوّنت بدايات هذه الكلمات كلمة (SMART) فأطلق عليها الأهداف الذكية.
يرتبط نجاح أي مشروع بالقدرة على تحديد الأهداف بشكل واضح ودقيق، ومشاريع التخطيط الحضري ليست بدعاً عن هذه المشاريع، لذلك من المهم صياغة الأهداف بطريقة واضحة ومفهومة وتصب في الرؤية العامة للمدينة من خلال منهجية الهدف الذكي، فهو محدد ليس عائما فأهداف مثل «جذب رؤوس الأموال للاستثمار في المدينة» أو «تحسين المستويات المعيشية في المدينة» لا تفي بالغرض، لافتقارها المؤشر الذي من خلاله يتم التأكيد على نجاح الهدف. وهذا يقودنا إلى الشرط الثاني، وهو قياس الهدف، وهذا يعني وجود مؤشرات رقمية واضحة لمعرفة مدى نجاح المخطط في تحقيق أهدافه. أما الشرط الثالث وهو إمكانية التحقيق، وهو مرتبط بصعوبة الهدف أو غموضه، فهدف مثل «زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمدينة وتنويع مصادر الدخل» هدف غامض يصعب تحقيقه، ولا توجد مؤشرات لقياسه. أما الشرط الرابع وهو الواقعية، فعندما نتحدث عن مدينة دون مقومات ويكون من ضمن الأهداف «جذب رؤوس الأموال لرفع معدل النمو الاقتصادي بنسبة 50 % خلال سنة واحدة»، فهذا الهدف رغم أنه مُقاس إلا أن تحقيق هذه النسبة خلال سنة واحدة ضرب من الخيال، وهل دور المدينة أساس ضمن الرؤية الإقليمية للمنطقة أن تكون جاذبة للاستثمار، وتنافس المدينة الأم؟، هذا السؤال تحديداً يمكن إجابته بدقة من خلال المرحلة (-1) كما ذكرنا في مقال سابق.
الشرط الأخير وهو محدد بوقت فهدف مثل «جذب المزيد من رؤوس الأموال»، لم يحدد متى سيكون هذا الجذب!
الأهداف الذكية يجب أن تكون مرتبطة بالعناصر الخمسة أعلاه، وأي خلل في هذه العناصر معناه خلل في الهدف، وبالتالي خلل في المشروع ذاته، ومن أمثلتها: «تحقيق خفض بنسبة 15 % في نسبة سكان المناطق العشوائية بحلول عام 2030»، أو «زيادة رقعة المناطق الخضراء بنسبة تصل إلى 30 % من مساحة المدينة داخل النطاق العمراني عند عام 2030»، يلاحظ من الهدف الأول أنه «محدد» بسكان المناطق العشوائية، ويمكن قياسه بتحديد النسبة المراد الوصول إليها، ويمكن تحقيقه فهو ليس هدفاً مستحيلاً، وواقعي نابعاً من حاجة المدينة، ومحدد بزمن (2030)، وما ينطبق على الهدف الأول ينطبق على الهدف الثاني..
أخيراً..
الأهداف... غاية نريد الوصول إليها..
وأساس للوصول إلى الغاية الأكبر وهي نجاح المدينة...
ما بعد أخيراً...
الأهداف العائمة تؤدي إلى الغرق...