د. إبراهيم بن جلال فضلون
حتى لا يزايد علينا أحد، لنا دور ريادي سعودي في أدق تفاصيل القضايا العربية والإسلامية خاصة الفلسطينية، القضية المصيرية للمنطقة، وقضية الوجود العربي، لتأتي القمة بشعارها «وحدة الصف لوقف العدوان الإسرائيلي»، حيث للملكة الدور المؤثر على الولايات المتحدة، التي تعمل على تقوية العلاقات معها، وهو ما رأيناه في حديث ترامب عن الأمير محمد بن سلمان والمملكة ودورها المحوري أثناء الانتخابات التي فاز بها، فكلمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فتحت الملف الشائك بالعالم والمنطقة، وجعلت من الرياض دولة القمم العالمية، ومركز انطلاق للسلام الدولي، ولا أحد يزايد على عروبتها ودفاعها عن الحقوق العربية والإسلامية، فالقمة امتداد للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023 .
لقد قالها ولي العهد: «إمعان إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني يعوق جهود السلام»، ليتم التنديد والرفض بالإجماع من الدول الـ57 المشاركة في القمة وإقامة اتفاقيات ثلاثية بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والإسلامي، لرفض الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني، فضلاً عن الإخفاء القسري والنهب، والتطهير العرقي، وضرورة حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل والتنديد بمنع الأونروا وإعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة والمنظمات الإغاثية في تقديم المساعدات، واستهدف أراضي لبنان وانتهاك سيادته، ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية، بل وكانت هناك قضايا أخرى لاهتمام القادة؛ مثل التداعيات الإنسانية لأزمة السودان، والتصعيد الحوثي في البحر الأحمر.
ومن أهم مخرجات قمة العام الماضي، إنشاء مجموعة اتصال بشأن غزة تضم تركيا والسعودية ومصر والأردن وقطر وفلسطين وإندونيسيا ونيجيريا، حيث تواصل مجموعة الاتصال العمل على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتوصل إلى حل الدولتين، وإدانة استهداف اليونيفيل، وسياسة العقاب الجماعي ومطالبة مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وقد قادت المملكة اللجنة الوزارية العربية الإسلامية.. بجولات مكوكية لحشد الدعم لقرارات القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية، منذ أن بدأتها في 20 نوفمبر 2023، بعقد اجتماع مع نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد هان جينغ، والمواقف التي اتخذتها الصين فيما يتعلق بالأزمة في قطاع غزة، التي تتطابق مع المواقف العربية والإسلامية، والدور الإيجابي للصين في مجلس الأمن، والتقت اللجنة بوزير خارجية جمهورية الصين الشعبية السيد وانغ يي، الذي أكد دعم بكين الدعوة الصادرة عن قمة الرياض لحل الدولتين وفق القرارات الدولية ذات الصلة، كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
كذلك توجهت إلى موسكو وعقدت اجتماعًا رسميًا مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، الذي أكد تضامنه مع العرب كدولة الصين، والالتقاء بالرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، الذي ساءت علاقاته بدولة الاحتلال بعد التعدي على ملكية فرنسا بالقدس ورجال قنصليتها، اعتراف مملكة إسبانيا بدولة فلسطين الشقيقة، وغيرها من دول أوربا وإقامة اجتماعات أوسلو، حتى اجتماع تنسيقي بنيويورك سبتمبر الماضي، تلك الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل وتمدها بآلات القتل، لكن قد تتوقف بقدوم إدارة ترامب الجديدة.
وأخيراً: أظهرت مسودة القمة العربية الإسلامية التي خلصت إليها أعمال القمة العربية - الإسلامية ضرورة حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة، وفاعلية إلزام إسرائيل احترام القانون الدولي، واستنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، والتحذير من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة، ويُوسع من رقعة العدوان الذي جاوز العام على قطاع غزة، وامتد للبنان، وانتهاك سيادة العراق وسوريا وإيران، دونما تدابير أممية حاسمة، فضلاً عن تخاذل الشرعية الدولية.. فالمملكة قوة وقامة رادعة لتلك الأباطيل الماسونية.