سهوب بغدادي
فيما تعرف العقدة بالنتوء الخشبي في جذع بعض الأشجار أو أغصانها، مثل، عقدة شجرة الجوز، وتأتي بمعنى عقدة في الحبل، أيضًا يخصص لفظ عقدة كوحدة قياس السرعة في البحر، وتدل على حبكة الأعمال والقصص كلفظ عقدة القصة، إضافة إلى اللفظ الحديث والرائج عقد الطفولة، وجميع العقد التي تأتي في إطار نفسي واجتماعي، في سياق متصل، تتواجد العقدة كرمز في كثير من الثقافات، التي توظفها في طقوس الزواج، على سبيل المثال لا الحصر، تستخدم العقدة السلتية «الكلتية» في تصميم المجوهرات، مثل خواتم الزواج والخطبة، حيث ينم قبول المرأة لهذه العقدة على قبولها الزواج من الشخص الذي قدمها لها، علاوةً على تواجدها في الثقافات النوردية والهندية، كما تستخدم كتعبير عند الزواج، ويُقال في اللغة الإنجليزية «يربط العقدة» tie the knot، ويُقال في لغتنا في ذات السياق عقد القران و«انعقد القلب بالقلب»، من ناحية مغايرة، غالبًا ما نسمع كلمة عقدة في سياق سلبي، كالتي تدخل في أعمال السحر والشعوذة والعياذ بالله، مصداقًا لقوله جل في علاه:(وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، كذلك، هناك من يعبر بأن الموضوع «اتعقد أو معقد» لنعي بعدها أن الأمر ميؤوس منه نسبيًا، لكن هل فكرت يومًا أن العقد مفيدة وإيجابية؟ كما ذكرت سابقًا في الأمثلة أعلاه، إن العقد بين طرفين ملزم، نعم، ملزم بالوفاء، والإخلاص، والاهتمام، والحب، والجد والاجتهاد، وما إلى ذلك، سواءً كان عقد زواج أو صداقة أو عمل أو قرابة أو جوار، إذ تكون بعض العقد مانعة من شر محتم، في حين تبرز أهميتها كعملية تنظيمية أو رمزا يحمل في طياته العديد من المجالات المتداخلة في حياة الفرد والمجتمع.
قد نسعى جاهدين إلى حل العقد وفكها إلا أنها قد تأخذ معها ما كان متأصلًا وراسخًا، فكل ما علينا هو أن نمعن النظر في ماهية العقد لنختار ما يبقى منها وما يُحل ويرحل من حياتنا.