جيزان - واس:
تتوهج مزارع الذرة الرفيعة في منطقة جازان هذه الأيام مع سباق الأهالي لقطف سنابل الذرة وحصدها قبل اكتمال نضوجها، فيما يعرف بموسم «الخضير»، الذي يُنتج من حبوب الذرة الرفيعة البيضاء والحمراء.
وتشتهر منطقة جازان بموسم «الخضير» كجزء من هوية إنسان المنطقة، ورمز لتراثه الزراعي العريق، إذ لا يمكن الحديث عن الزراعة في جازان دون التطرق إلى «الخضير» الذي عُرف بهذا الاسم اشتقاقًا من (لون حبات الذرة الرفيعة الخضراء التي يتم قطفها قبل استوائها) ومن ثم طحنها وإعدادها وتناولها.
ويُعد «الخضير» نوعًا من المحاصيل الزراعية التي تتميز بها القرى الجبلية والساحلية في منطقة جازان، حيث تتناسب مع بيئة المنطقة ومناخها الحار والرطب، ويعتمد أهالي جازان بشكل كبير على زراعة الذرة الرفيعة لكونها مصدرًا غذائيًا مهمًا ويمثل رمزًا للهوية الزراعية ونشاطًا اجتماعيًا وثقافيًا.
ويبدأ المزارع بمشاركة جميع أفراد الأسرة بتحضير الأرض في وقت مبكر من العام، وتُحرث الأرض بعناية لزراعة «الخضير» ثم يُراعى ريها باستخدام أساليب تقليدية تعتمد على الماء المتوفر من الأمطار أو من الآبار التي ورثوها عن أجدادهم، أو باستخدام حلول مبتكرة وتقنيات حديثة لتحسين أساليب الزراعة، مثل: التنقيط.
وتعد عملية الحصاد حدثًا مهمًا في حياة المزارع، يحتفل به الجميع كونه جزءًا من ثقافة الأهالي ومصدرًا مهمًا في التجارة المحلية، من خلال ما يبيعه المزارعون في الأسواق المحلية، وتصديره إلى المدن الأخرى، بالإضافة إلى استخدامه في إعداد المأكولات الشعبية، وإقامة مهرجانات الزراعة والحصاد مثل: مهرجان الخضير في جازان، حيث يحتفل الأهالي والمزارعون والمجتمع المحلي بنجاح المواسم الزراعية ومحصولهم الغذائي.