م. بدر بن ناصر الحمدان
لا يختلف اثنان على أن الرياض الحضرية في اتجاهها إلى أن تتحول إلى (الميتروبوليتان) الأولى على الأراضي السعودية عطفاً على مؤشرات المساحة والسكان، وكذلك معايير الحواضر الكبرى مثل درجة التحضّر، وتدفّق التنقُّل، ومؤشر التكتُّل، وكذلك خوارزمية التجمُّع، التي تُبرهن على أننا أمام تحديات تشغيلية في غاية التعقيد، ولكن لماذا نمتلك الثقة الكاملة في القدرة على إدارتها؟
على الرغم من ديناميكية النمو الحضري المتسارعة للعاصمة والتحوّل العمراني الذي تجاوز المعدلات الطبيعية قياساً بعامل الزمن، إلا أن إدارة المدينة قدمت أداءً استثنائياً في مؤشر الاستجابة واستطاعت أن تتعامل مع هذه المتغيّرات بما تمتلكه من رصيد من الخبرة والتجربة والكفاءة، وبرهنت على أن الرياض قادرة على الذهاب إلى أبعد من ذلك، وأنه يمكن الاعتماد مستقبلاً على أجهزة إدارتها المحلية، بل والمراهنة عليها.
مع كل صباح، سكان المدن عادة لا يشاهدون إلا «المنتج الأخير» الذي يظهر في سياق البيئة العمرانية التي تحيط بهم، والأماكن التي يعيشون فيها، والطرق التي يسلكونها، ولكن الكثيرين قد لا يعلمون كيف حدث هذا؟ وماذا حدث ويحدث في غرف العمليات والتحكم والإدارة، وما هي الجهود الكبيرة التي تُبذل على مدار الساعة، لتظهر المدينة بهذه الصورة الملائمة للعيش وتحافظ على جودتها العمرانية.
باختصار، نحن نتحدث هنا عن «فن إدارة المكان».