صيغة الشمري
يعتبر التطوع ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتعزيز تماسكها، بإسهامه في تعزيز القيم الإنسانية وتنمية مهارات الأفراد، فضلاً عن دوره الكبير في تحقيق التنمية المستدامة، لذلك أولت بلادنا أهمية للعمل التطوعي ومنحته اهتمامًا متزايدًا في ظل رؤية 2030 التي جعلت من تطوير القطاع غير الربحي أحد أهدافها الاستراتيجية، هادفة إلى رفع مساهمة هذا في الناتج المحلي الإجمالي من أقل من 1 % إلى 5 %، مع تشجيع الأفراد على المشاركة في العمل التطوعي بفعالية.
وأُطلقت العديد من المبادرات التي دعمت هذا التوجه، من بينها السعي لزيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع بحلول 2030، وهو هدف تحقق قبل أوانه بست سنوات في خطوة جبارة حققتها المملكة من خلال تمكين العمل التطوعي وتسهيل إجراءاته، وتوفير منصات إلكترونية مثل المنصة الوطنية للعمل التطوعي التي تربط بين المتطوعين والجهات التي تحتاج إلى خدماتهم، وتعزيز ثقافة التطوع بين مختلف شرائح المجتمع، من خلال الحملات التوعوية وبرامج التدريب والتأهيل، فيما وصل عدد الفرص المطروحة حاليًا إلى 285 فرصة تطوعية، وتحققت نسبة 11 % في مؤشر التطوع الاحترافي بالمملكة، مقارنة بنسبة 5 % عالميًا.
وتمكنت المملكة من تحقيق العديد من الإنجازات في مجال التطوع، من أبرزها تأسيس المنصة الوطنية للعمل التطوعي التي أُطلقت لتمكين المتطوعين من استكشاف الفرص التطوعية المتاحة في مختلف القطاعات، ووصل عدد المسجلين فيها إلى أكثر من مليوني متطوع، وما يزيد على 6 آلاف جهة حكومية وغير ربحية، فضلًا عن منصة إحسان التي تعزز دور التطوع الرقمي ودعم المبادرات الخيرية، وبرامج تطوعية تخدم الحجاج والمعتمرين في مكة والمدينة، ومبادرات تطوعية بيئية مثل حملة «لنجعلها خضراء» التي تهدف إلى مكافحة التصحر وزيادة المساحات الخضراء وغيرها. كما أطلق المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي الجائزة الوطنية للعمل التطوعي لحث الأفراد والجهات في مختلف القطاعات على العمل في هذا المجال.
وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في مشاركة الشباب والنساء بالأنشطة التطوعية، بفضل المبادرات الموجهة لدعمهم وتطوير مهاراتهم، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها المملكة التي يشكل التطوع فيها محورًا مهمًا من محاور التنمية المجتمعية، وقد أصبح أكثر تنظيماً وتأثيراً بفضل رؤية 2030، واستمرار الدعم الحكومي والمجتمعي.