ناصر زيدان التميمي
زكاة العلم هي إحدى أعظم صور العطاء وأرقى مظاهر النفع المتبادل بين الناس كما أن المال زكاته تُخرَج لنفع المحتاجين فإن العلم زكاته تكون بتعليمه ونشره ليستفيد منه الآخرون وهذه الفكرة تجسد قيمة عظيمة في الإسلام تُبرز أهمية العلم ودوره في بناء المجتمعات وتطويرها.
زكاة العلم تعني أن يخرج العالم أو المتعلم جزءًا من علمه لينفع به الآخرين سواء عن طريق التعليم المباشر أو الإرشاد والنصيحة أو تأليف الكتب أو إلقاء المحاضرات.. الهدف هو نشر الخير والمعرفة بما يرفع الجهل عن الناس ويزيدهم وعيًا وهدى.
زكاة العلم طريق إلى رضا الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة، نشر العلم وتعليمه للناس باب عظيم للأجر وهو كذلك وسيلة لمحاربة الجهل الذي هو سبب رئيس لكثير من المشكلات في المجتمعات، إضافة إلى أنه يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات الحياة، كما أن أثره لا يتوقف عند الفرد، بل يمتد للأجيال القادمة، فتأثيره دائم ومستمر.
زكاة العلم تكون من خلال التعليم المباشر سواء في المدارس أو الجامعات أو حتى الدروس الخاصة كما يمكن تأليف الكتب والمقالات لتدوين العلم ونقله ومن خلال العمل المجتمعي عبر تقديم الدورات التدريبية والندوات المجانية أو عبر النصيحة والإرشاد بمشاركة الخبرات الشخصية والعلمية مع من يحتاجها وأخيرًا يمكن الاستفادة من المنصات الرقمية لنشر العلم إلى نطاق أوسع.
الله سبحانه وتعالى وعد من ينشر العلم بالخير والبركة وأجره يستمر حتى بعد وفاته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
زكاة العلم واجب على كل من امتلك معرفة أو مهارة نافعة وهي ليست فقط مسؤولية فردية، بل هي أيضًا واجب اجتماعي يُعزز من مكانة العلم في المجتمعات ويضمن استمرارية الخير بين الناس فلنتذكر دائمًا أن العلم إذا حُبس ولم يُنشر صار وبالًا على صاحبه.