فوزية الشهري
منذ أكثر من ثلاثين عاما والمملكة العربية السعودية رائدة في مجال فصل التوائم الملتصقة حيث أجرت أول عملية لفصل التوائم عام 1990، وأجرت أكثر من ستين عملية جراحية خلال هذه المدة من 26 دولة لم تفرق في هذا العمل العظيم بين عرق أو دين، كان الهدف هو الإنسان فقط ومساعدة الأطفال في تحسين مستقبلهم ومد يد العون لأسرهم ليتجاوزوا ما كانوا يمرون به.
والسعودية لم تقف عند ذلك فقط بل سعت لرفع الوعي العالمي حول حالات التوائم الملتصقة في مراحل حياتهم، وساهمت في الحث على تقديم أفضل السبل الممكنة لصحتهم ورفاهيتهم، وبفضل جهودها فقد اعتمدت الأمم المتحدة يوم 24 نوفمبر يوما عالمياً للتوائم الملتصقة، وكان ذلك بمبادرة من السعودية وبعض الدول معها.
وبعد عقود من ريادة المملكة العربية السعودية لهذا المجال وبالتزامن مع اليوم العالمي للتوائم الملتصقة أقامت المملكة العربية السعودية مؤتمرا دوليا فريدا من نوعه في عاصمة النماء والإنسانية الرياض، وكان هذا المؤتمر عبارة عن توثيق تاريخي لما قامت به من أعمال في هذا المجال، وبحضور عدد كبير من الخبراء المختصين والمنظمات الإنسانية والمهتمين بموضوع التوائم الملتصقة، وكذلك بعض التوائم الذين تم فصلهم مع أسرهم.
وهنا يجب علينا أن نذكر أن البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة يقدم خدماته الطبية مجاناً، وكذلك التأهيل واستضافة أسر التوائم طوال مدة العلاج، وهذا عمل إنساني عظيم تقوم به المملكة منذ عقود.
وصاحب هذا المؤتمر إطلاق موقع إلكتروني لبرنامج التوائم الملتصقة، وهذا الموقع عمل جبار وعظيم، ويعتبر نافذة لجهود المملكة من الناحية الإنسانية والطبية.
أخيراً المملكة في كل مجال إنساني نجدها هي المبادرة والمتصدرة ومنذ عقود من الزمن وتوثيق مثل هذه الأعمال فرصة كبيرة للرد على كل من يحاول المساس بها وكذلك تمكين للعالم مشاهدة الأعمال الإنسانية في أبهى صورها.
الزبدة:
مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاء الإنسان إليه.