عطية محمد عطية عقيلان
* تجنب أن تكون «كانون»
من الصفات الدنيئة عند العرب، هي نقال العلوم، وكان يسمى «الكانون» وهو الثقيل على الناس والذي يجلس بينهم، ويتقصى الأخبار والأحاديث لينقلها، مع التنبيه أن كل شيء ينقص بالنقل إلا الكلام يزيد، وهذه الصفة من نقل الكلام بقصد الوشاية والتفريق والعداوة بين الناس، وهي منتقدة ومعابة في جل الثقافات، والشاعر الحطيئة الذي لم يسلم من هجائه أحد وحتى أنه هجا نفسه، وعندما هجا أمه، استخدم كلمة كانون في هجائها للدلالة على سوء تلك الصفة، يقول:
أَغِربالاً إِذا اِستودِعتِ سِرّاً
وَكانوناً عَلى المُتَحَدِّثينا
كما يقول الشاعر الأموي أبو دهبل الجمحي:
وقد قطع الواشون ما كان بيننا
ونحن إلى أن يوصل الحبل أحوج
رأوا عورة فاستقبلوها بألبهم
فراحوا على ما لا نحبّ وأدلجوا
وكانوا أناسا كنت آمن غيبهم
فلم ينههم حلم ولم يتحرّجوا
فليت كوانينا من أهلي وأهلها
بأجمعهم في بحر دجلة لجّجوا
* الجمل عندما يبيض
البحث عن الشهرة في ظل سهولة الوصول عبر منصات التواصل الاجتماعي، جعل العامة يقومون بسلوك وأفعال ونقلها من أجل جذب أكبر عدد من المتابعين لتحقيق الترند، ولم تقتصر على المواقف العائلية والمقالب في الإباء والمقابر والمستشفيات، بل تعدتها إلى المقالب بالحيوانات، وقد يكون هذا مفهوم للعامة، ولكنه تعداه إلى أناس وصلوا من العلم أو المكانة ما يجعلهم يميزون بين الغث والسمين، والحق والضلال والتضليل، فتعميم الاتهامات واستغلال كوارث الناس ومحنتهم والحروب وإطلاق الأوصاف والقذف للجميع، هي أقل درجات الدناءة وقلة المروءة، حتى لو حققت الانتشار وأصبحت ترند، الخلاصة البعض ينزلق إلى الهاوية من أجل مكسب مؤقت، وكأنه يريد أن يثبت أن الجمل يبيض وقد شاهده بنفسه وهو يرقد ويفقس، علما أنه يضيع حياته من أجل الشهرة وتذهب «سدى» من غير فائدة.
* المحكمة الوهمية
عام 2019 في منطقة نجار بولاية جوجارات الهندية، قام موريس صموئيل، واستأجر مكتب وجهزه ليبدو كقاعة محكمة نظامية، وعين نفسه كقاض وله مساعدون، واتقن دور القاضي واستخدم المطرقة داخل محكمته الوهمية، واستغل ثقة الناس واستمر في خداعهم ولمدة خمس سنوات، وتم الكشف عن محكمته الوهمية، عندما تقدم شخص يدعى كريستيان بنقل قطعة أرض حكومية إلى طرف خاص لصالح أحد عملائه من خلال أمر محكمة زائف، وهي المحكمة الوهمية التي يديرها، فانكشف أمره وتم القبض على القاضي المزيف صاموئيل وأعوانه، بعد أن أصدر مئات الأحكام وكوّن مبالغ مالية نتيجة ذلك.
* ملح الحياة
البعض يحمل رقيا وأدبا جما في التعامل مع أقاربه وجيرانه وأصدقائه، ويمارس معهم أقصى درجات اللين واللطف والإنسانية، يحافظ على كرامتهم وإنسانيتهم، يتعمد ألا يظهر الفارق المادي بينهم، يطلب منهم أشياء غير ثمينة وحسب قدرتهم المالية، ليحضروها لهم، حتى يشعرهم بالراحة عند طلبهم منه، وهؤلاء يمتازون بالطيبة والتواضع والرحمة ولين الجانب مع من حولهم، وهم كقصة المرأة الفاضلة التي تطلب الملح من جارتهم الفقيرة، وعندما سألها ابنها: لماذا تطلبين الملح منهم وهو عندنا؟، فقالت يا ولدي أطلب منهم، حتى أسهل عليهم أن يطلبوا مني دون حرج، إنهم ملح الحياة نموذج يحتذى.
* اللقافة المهلكة
اقترب الغزال من الأسد، وسأله كيف أصبحت ملك الغابة، فقام الأسد بأكله، فلي ولك خل عنا اللقافة فقد تكون مهلكة.