د. عبدالرحمن أباذراع
اغتراب الهوية هو الشعور بالانفصال عن الذات أو عن المجتمع، حيث يجد الفرد نفسه مترددا بين انتماءات متضاربة أو غير قادر على تحديد هويته الحقيقية. يحدث هذا الاغتراب عندما يشعر الشخص بأنه غريب في بيئته، أو حين لا تتوافق قيمه ومعتقداته مع محيطه الاجتماعي أو الثقافي.
على سبيل المثال، قد يشعر شاب يعيش في مجتمع محافظ بالتناقض بين التقاليد التي نشأ عليها وبين القيم الحديثة التي يكتسبها من وسائل الإعلام أو التعليم. كذلك، يواجه المغتربون تحديات كبيرة في الحفاظ على هويتهم الأصلية بينما يحاولون التأقلم مع ثقافات جديدة. هذه التناقضات تترك الفرد في حالة من الحيرة والاضطراب النفسي.
تتنوع أسباب اغتراب الهوية، فمنها ما يرتبط بالعولمة التي تسهم في طمس الهويات الثقافية والتقاليد المحلية، ومنها ما يعود إلى التفكك الأسري أو غياب القدوة. كذلك، تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تعزيز المقارنات الاجتماعية التي تجعل الفرد يشعر بعدم الكفاية أو فقدان المعنى.
ولكن هل هناك حلول؟ بالطبع. أولا، يحتاج الفرد إلى إعادة الاتصال بجذوره من خلال فهم أعمق لتراثه وقيمه. ثانيا، تنمية المرونة النفسية تساعد على التكيف مع التغيرات دون فقدان الهوية. ثالثا، يمكن للأنشطة الاجتماعية والتطوعية أن تعزز الشعور بالانتماء. وأخيرا، طلب المساعدة النفسية قد يكون ضروريا في بعض الحالات للتعامل مع المشاعر المرتبطة بالاغتراب.
لفتة نفسية:
اغتراب الهوية ليس نهاية الطريق، بل بداية رحلة لاكتشاف الذات. اجعل قيمك بوصلة ترشدك، وتذكر أن الانسجام مع ذاتك هو أول خطوات السلام النفسي.
** **
- استشاري نفسي وتربوي