محمد الخيبري
أجزم أنه لاتوجد مباراة كرة قدم في هذا العالم بدون أخطاء تحكيمية، وأجزم بأنه لايوجد فريق كرة قدم بالعالم إلا وتعرض للأخطاء التحكيمية، واستفاد من تلك الأخطاء وهي أعراف ومبادئ راسخة في عالم كرة القدم بأن هذه الأخطاء جزء من اللعبة وأن نسبة «التعمد» في هذه الأخطاء هي الأقل، وقد تصل لدرجة الاستحالة ..
كرة القدم تلعب بمبدأ التنافس الشريف وهو مبدأ نبيل جعل منها اللعبة الأمتع والأروع بالعالم والأكثر متابعة وشغفاً وتعصباً..
ولكن بعض التصرفات والثقافات الدخيلة التي تشوه مبادئ وجماليات اللعبة وتؤجج الشارع الرياضي وتخلق الصراعات الجماهيرية الإعلامية والتي يقف عندها في الغالب الصوت الرسمي صامتاً دون حراك هو ما تعاني منه الأندية البطلة التي تستنزف الأموال الطائلة في تدعيم صفوف فرقها ولإرضاء جماهيرها..
في المعترك الآسيوي تعودنا تواجد أكثر من فريق سعودي عبر الزمن وفي الغالب تخرج أنديتنا من هذا المعترك مبكراً أو حتى بالأدوار المتقدمة لأسباب فنية بحتة وأحياناً يكون الخروج بخطأ تحكيمي «فادح»..
وتعودنا أن يكون الفريق الأول بنادي «الهلال» منافساً دائماً وثابتاً في البطولة الآسيوية وهو الأكثر عرضة لقمع الأخطاء التحكيمية آسيوياً طوال تواجده بالمنافسات على الرغم من أنه الأكثر نجاعة وانجازات في القارة إلا أنه وبكل صراحة تعرض «لمجاز» تحكيمية لا تُنسى ولا يطيب لي ذكرها..
ومع تطور التقنيات بلعبة كرة القدم وخصوصاً في مايتعلق بالتحكيم إلا أن الهلال يتعرض في بطولة «دوري أبطال آسيا للنخبة» لكوارث تحكيمية «دون غيره» لدرجة أنه لم يتم احتساب أربع ضربات جزاء كاملة في مباراة واحدة فشل فيها الحكم ومساعدوه وحكام غرفة الـ(VAR) عن احتساب ولو ضربة واحدة من الأربعة..
فيما يشارك في نفس البطولة فرق «سعودية» أخرى تتفاوت فيها الأخطاء ويتضرر من بعضها ويستفيد من البعض الآخر وهي أخطاء تقديرية تندرج تحت بند الأخطاء الآدمية غير المتعمدة..
الإتحاد الآسيوي وبعد مباراة «زعيم آسيا» المثقلة بأخطاء كارثية من الحكم «الكوري» والذي على إثرها أصدر بياناً «مقتضب» وتعرض بعده طاقم المباراة لعقوبات لاتقدم ولا تؤخر كون الهلال في كل مشاركة له في المعترك الآسيوي يتعرض لكوارث «ومجازر» من حكام الاتحاد الآسيوي..
الأمر الذي يستدعي المطالبات الهلالية بفتح تحقيقات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لأيقاف تلك المهازل التحكيمية التي يتعرض لها الهلال في كل مشاركة له..
المطالبات الهلالية منطقية جداً نظراً لوجود أخطاء من حكام الاتحاد الآسيوي عبر الزمن بشكل «تراكمي تقادمي» ومستمر والأمر فعلاً يستحق حراكا رسميا من اتحاد القدم السعودي لفتح تحقيق موسع في ذلك لضمان عدالة المنافسة وكشف الشبهات إن وجدت، والبحث عن السبب الحقيقي وراء تكرار هذه الأخطاء..
وعلى الرغم من كل ذلك يستمر الهلال بخوض منافسات كل استحقاق يشارك به على أمل تحقيق لقبه وهذه الثقافة التي خلقت من الهلال فريق كرة قدم منافس وشرس جداً على المنافسة للحصول على ألقاب البطولات وتحقيق الإنجازات ..
وما يخفف من الاحتقان الجماهيري الهلالي ضد الاتحاد الآسيوي هو تواجد الهلال الدائم كمنافس ومرشح أول للبطولات الآسيوية وهذا لا يلغي أبداً المطالبات الهلالية في كشف ملابسات الأخطأ التحكيمية التي وبكل صراحة تجاوزت حدود «الأخطأ التقديرية» بمراحل كثيرة..
وحتى أكون منصفاً أغلب الأخطاء التي يتعرض لها الهلال في البطولات الآسيوية يكون فيها معايير تؤكد أن الخطأ ارتكب من طاقم التحكيم «بشكل متعمد» وغير مبرر كوضوح زاوية الرؤية للحكم والحكم المساعد وضرورة الرجوع في أغلب الحالات للمراجعة من حكام غرفة الـ(VAR) وذلك باتفاق أغلبية المحللين للحالات التحكيمية في البرامج الرياضية وبعض وسائل الاعلام الأخرى..
أيضاً تكرار واستمرار ارتكاب الأخطاء من لاعبي الفريق المنافس دون عقوبات او بوجود عقوبات غير كافية من حكم اللقاء ومساعديه وسرعة إصدار العقوبات للاعبي الهلال والتي يكون بعضها غير مستحق ..
إضافةً إلى العقوبات الإدارية والانضباطية على النادي والجماهير والتي أرى أن بعضها كان بشكل مجحف وغير منطقي من وجهة نظري..
قشعريرة
استعاد الهلال صدارته الآسيوية بعد تغلبه على فريق «الغرافة» القطري بثلاثية في مباراة كانت سهلة نوعاً ما لنجوم الهلال على أرض ملعب «المملكة أرينا» في الرياض ..
وجاءت صدارة الهلال الآسيوية بعد اخفاق فريق الأهلي السعودي الذي سقط في فخ التعادل في مباراته التي لعبها في أرضه وبين جماهيره والتي كانت محفزاً قويا للهلال لاستعادة صدارته التي فقدها لفترة قصيرة ..
محلياً قد تكون الظروف متاحة للهلال لاستعادة صدارته أيضاً ف «دوري روشن السعودي للمحترفين» حيث ننتظر يوم غدٍ الجمعة قمة نارية بين الاتحاد والنصر في جدة من الممكن ان تساهم نتيجتها في استعادة الهلال لصدارته شرط انتهاء لقاء القمة بأي نتيجة غير فوز الاتحاد وتغلب الهلال على فريق الرائد بنفس الجولة..