وجدان الفهيد
نعيش اليوم في عالمٍ يسيطر عليه المحتوى البصري، حيث أصبحت الصورة لغةً عالمية تُنقل من شاشة إلى أخرى بأسرع مما نتخيل، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، صار كل فرد بمثابة سفيرٍ لمدينته ومجتمعه، يعكس من خلال منشوراته كيف يرى العالم من حوله.
لكن دعونا نواجه الأمر بصراحة: الجمال موجود في كل مكان، لكنه يحتاج إلى عين ترى، وعقل يفهم، وعدسة تلتقط، المشكلة ليست في غياب الجمال، بل في قدرتنا على رؤيته، ربما تمر بجانب منظر خلاب كل يوم دون أن تلاحظه، بينما شخص آخر سيجد في ذات المكان لحظة ساحرة تستحق التوثيق والمشاركة.
النشر الإيجابي ليس مجرد خيار، إنه مسؤولية، عندما تُظهر جمالية مدينتك من خلال منشوراتك، أنت لا تساهم فقط في تحسين صورة المكان، بل تزرع بذور الإيجابية في كل من يراها، مدينتك ليست مجرد طرق ومبانٍ، إنها نبض من الحياة، تاريخ وأصالة، ووجوه تبتسم في كل زاوية.
تذكر دائمًا: منشورا واحدا جميلا يمكن أن يجعل شخصًا يقرر زيارة مدينتك، أو ربما يرى جمالها لأول مرة، لذلك، بدلاً من التركيز على السلبيات ابحث عن التفاصيل المشرقة التي تستحق أن تروى، المناظر الطبيعية، المباني التراثية، الألوان في الأسواق، أو حتى لحظات بسيطة في الشوارع، كلها صور تستحق أن تكون جزءًا من قصتك البصرية.
وأخيرًا، إذا لم تكن قد رأيت الجمال بعد، ربما حان الوقت لتبدّل زاوية رؤيتك، الجمال ليس دائمًا في الأشياء، بل في نظرتنا إليها.